المرأة اليمنية: الريادة نحو المستقبل

16 مارس 2023
UNDP Yemen / 2023

مع اختتام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أسبوعاً من الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة والنساء المبرزات من اليمن ، أود أن أكرر التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعطاء الأولوية للمرأة ووضعها في قلب برامجنا و رسالتنا.

على مر السنين ، شهدنا بعض التحسن بالنسبة للمرأة في مختلف المجالات في جميع أنحاء اليمن. على سبيل المثال ، أصبحت العديد من المستفيدات من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ركائز داخل مجتمعاتهن، وصانعات قرار لهن مقعد على الطاولة، وعملن على تحسين النسيج الاجتماعي في اليمن. ولكن نظراً لأن اليمن لا يزال في أدنى مؤشري عدم المساواة في النوع الإجتماعي وكذلك الفجوة بالنوع الإجتماعي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ومع الصراع الطويل والضغوط المجتمعية، غالباً ما يكون من الصعب على المرأة أن تزدهر.

حالياً في اليمن، تصل نسبة وصول النساء والفتيات إلى التعليم إلى 35 في المائة، ولا يحصل سوى 6 في المائة على فرص عمل مدفوعة الأجر. غالباً ما يكون صوت النساء محدوداً ولا وجود ملحوظ لهن على طاولة صنع القرار ، حيث يشكلن 4.1 في المائة فقط من المناصب الإدارية ومناصب صنع القرار في اليمن.

يجب أن ندرك أن النساء غالباً ما يكون لديهن فهم فريد لكل من الحياة الأسرية والمجتمعية مما يجعلهن أصولاً لا تقدر بثمن لقيادة التغييرات التحويلية الحاسمة داخل مجتمعاتهن. وقد أثبتت قيادتهم أنها ضرورية للنهوض بالعدالة في النوع الإجتماعي ولمساواة، ولتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي والأمني ​​للجميع.

للمساعدة في تغيير المسار الإنساني والتنموي في اليمن، تحتاج النساء إلى فرصة للمساعدة في تحديد أولويات المجتمع واحتياجاته - فهن بحاجة إلى مقعد على الطاولة.

لقد أدرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ فترة طويلة الدور الحاسم الذي تلعبه المرأة في الأعمال التجارية والحوكمة والسلام والأمن لتعزيز العدالة والمساواة. تعتمد مشاريعنا على عمل النساء مع مجتمعاتهن للمساعدة في تحديد مجالات الدعم ذات الأولوية. وهذا يشمل قطاعات جديدة أكثر ابتكاراً مثل الطاقة المتجددة - أحد أكثر القطاعات طلباً في اليمن - بالإضافة إلى تغير المناخ وسبل العيش والسلام والأمن.

يدرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أهمية المرأة في إحداث فرق في مجتمعاتها المحلية وخارجها. لمساعدتهم على تحقيق ذلك، من بين الأدوار المهمة الأخرى، قمنا بتزويد النساء بتنمية القدرات لامتلاك وتشغيل أعمالهن الخاصة بنجاح. أعطينا الأولوية وشجعنا تعيين النساء في مناصب قيادية في مراكز الشرطة في الجنوب. لقد دفعنا لمشاركة المرأة النشطة في جمعيات مستخدمي المياه للمساعدة في إدارة موارد المياه الحيوية للمجتمع. وقمنا بإشراك النساء في الاستجابة للأعمال المتعلقة بالألغام.

لكننا لا نشرك النساء بنشاط في أنشطة التمكين فحسب، بل نعمل أيضاً عن كثب مع الرجال والشباب للمساعدة في تغيير قلوب وعقول الجميع – وقد نجحنا في ذلك. أشار مستفيد يمني ذكر مؤخراً إلى أن "المرأة هي الأكثر تضرراً من النزاع ويجب أن تكون في طليعة جهود السلام في اليمن". وأضاف أن "كل من الرجال والنساء يحتاجون إلى دعم بعضهم البعض وأن المجتمع بأكمله يعتمد على هذه المعادلة - معادلة المساواة".

رائدات يمنيات

عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع العديد من النساء القويات والناجحات في جميع أنحاء اليمن. جميعهن متساويات في المكانة وهن بطلات بالنسبة لنا.

هذه بعض قصصهم.

تلقت إيمان هادي ، وهي قائدة مجتمعية ومستفيدة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، منحاً أولية لإنشاء أول شبكة صغيرة تملكها وتديرها نساء في المجتمع. تُحدث إيمان وفريقها فرقاً في مجتمعها والمنطقة المحيطة بها من خلال تزويدهم بالكهرباء التي هم في أمسّ الحاجة إليها. أثناء عرضها في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ في مصر ، صرحت إيمان بشكل مؤثر بالقول "إننا نعاني جميعاً من نفس المشكلات، لا سيما الخطر الوشيك لتغير المناخ. يجب علينا جميعاً القيام بدورنا لاتخاذ إجراءات فورية ".

تم اختيار إيمان كواحدة من أكثر 100 امرأة مؤثرة في بي بي سي لعام 2020. بالإضافة إلى ذلك، تم منح نموذج أعمال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمشروع إيمان جائزة أشدِن العالمية المرموقة لعام 2020 للطاقة الإنسانية.

رائده آخرى هي إقبال التي تم اختيارها كمديره ماليه لأول محطة شبكية صغيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تعز ويدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. مع أزمات الطاقة وانهيار الشبكة الوطنية، ستلعب إقبال دوراً رئيسياً في ضمان أسعار معقولة للطاقة للنساء الريفيات في مجتمعاتهن. كما ستخصص إيرادات المحطة لتمويل تنفيذ الأنشطة التي تستهدف احتياجات المرأة على مستوى المجتمع.

أُختيرت أمينة، المبتكرة الشابة في حلول المناخ - وهي رائدة أعمال اجتماعية يدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة السادس عشر لتغير المناخ للشباب (COY16). قدمت مفهوم إعادة تدوير المواد في طوب بلاستيكي يمكن استخدامه لإعادة الإعمار وإعادة التأهيل في جميع أنحاء اليمن. استغلت أمينة فرصتها على المسرح العالمي لتسليط الضوء على أهمية العمل معاً لتحقيق أهدافنا المشتركة. "نحن جميعاً في هذا معاً وعلينا ضمان مشاركة الرجال اليمنيين لمساعدتنا في الدعوة لإنقاذ الأرض." عملت هي وزوجها معاً للمساعدة في زيادة الوعي بإعادة التدوير في مجتمعها وخارجه.

البناء نحو الاستدامة

وبناءً على هذه النجاحات، سيواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعزيز دور المرأة في الأدوار القيادية للتخفيف من مواطن ضعف المرأة ومعالجتها. سنقوم بإعداد الفتيات وندعم النساء لقيادة مستقبل العمل، ودعم ابتكاراتهن لمكافحة تغير المناخ، وتسجيلهن كسفيرات للسلام وأبطال للمشاركة بنجاح في قيادة العالم نحو مستقبل مستدام.

بصفتي امرأة من المنطقة، أتفهم الصعوبات التي تواجهها المرأة اليمنية. وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ألتزم بمواصلة المساعدة في إعادة ابتكار الفرص للقيادات النسائية اليمنية التي تعمل داخل البلد. سنواصل المساعدة في دفع عجلة التنمية إلى الأمام، والبناء على تاريخ اليمن الطويل من القيادات النسائية القوية مثل الملكة سبأ، وغيرهن.