"العنف يؤثر على المجتمع بأكمله"

محادثة مع العميد عماد العيساوي، معاون مدير إدارة تأمين وحماية الانتخابات بوزارة الداخلية الليبية

28 مارس 2024

العميد عماد العيساوي خلال البرنامج التدريبي الذي عقد في وقت سابق من شهر مارس

مالك المغربي / برنامج الأمم االمتحدة الإنمائي في ليبيا

تمثل النساء ما يقرب من نصف سكان ليبيا، ومع ذلك، فإنهن يمثلن نسبة أقل بكثير من أولئك الذين يشغلون مناصبا في الحكم والسياسة. تشغل النساء 16.5% فقط من المقاعد في مجلس النواب الليبي و15% من المقاعد في المجلس الأعلى للدولة. وعلى الرغم من التحسن المتواضع في عام 2021، فإن المرأة لاتزال ممثلة تمثيلا ناقصا في الانتخابات - كناخبة ومرشحة وإعلامية ومراقبة. 

وبهدف تشجيع المزيد من المشاركة لتمثيل المرأة، تعمل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ووزارة الداخلية معا للتصدي للعنف ضد المرأة في الانتخابات والحياة العامة، تحدث برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع العميد عماد العيساوي حول الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الرجال في هذا الامر.

العميد عماد العيساوي، معاون مدير إدارة تأمين وحماية الانتخابات بوزارة الداخلية الليبية

مالك المغربي / برنامج الأمم االمتحدة الإنمائي في ليبيا
يقول البعض أن العنف ضد المرأة هو "قضية نسائية فقط". ما رأيك في هذا؟

يؤثر العنف على المجتمع بأسره وبالتالي فهو مصدر قلق للمجتمع بأسره. ويجب على جميع أفراد المجتمع رفض العنف ومكافحته بشكل جماعي.

في دراسة على المستوى الاقليمي، أفاد ما يقرب من ثلث الرجال بأنهم ارتكبوا العنف ضد المرأة عبر الإنترنت. هل ترى وجود فرق بين العنف على أرض الواقع والعنف عبر الإنترنت؟

بغض النظر عن الوسيلة، كلاهما عنف. في الواقع ، يمكن أن يكون العنف عبر الإنترنت أكثر ضررا: حيث يشعر الجناة بالحماية كون هويتهم مجهولة. وفي الوقت ذاته ، يمكنهم ان يسببوا في صدمة لضحاياهم باستمرار تداول محتوى مضرر ويمكن أن يتسببوا في ضرر دائم لسمعة الضحايا.

كيف يمكن للشرطة حماية المرأة من العنف الانتخابي؟

حماية المرأة من العنف - بما في ذلك العنف الانتخابي - هي من بين المسؤوليات الأساسية للشرطة. وهناك العديد من التدابير التي يمكن للشرطة القيام بها، على سبيل المثال لا الحصر يمكن للشرطة:

  • حماية الناخبات من أي نوع من الترهيب في المراكز الانتخابية.
  • ضمان التواجد العدد الكافي من ضابطات الأمن في مراكز الاقتراع الخاصة بالنساء.
  • توفير سبل خاصة للنساء لتقديم شكاوى ضد أي عنف انتخابي يواجهنه. يجب أن تدار هذه الأماكن من قبل ضابطات شرطة من وزارة الداخلية.
  • اتخاذ إجراءات ضد الجناة - شريطة ألا يؤدي ذلك إلى مزيد من العنف ضد المرأة. في بعض الاحيان، العنف ضد المرأة يكون أكثر خطورة من العنف ضد الرجل. لا يفهم الجميع أن الحماية من العنف حق قانوني وإنساني. لذلك عندما نعالج قضايا العنف هذه، يمكن أن تثير ردة فعل قوية والتي قد تؤدي إلى مزيد من العنف المرتكب ضد المرأة.
ما الذي يمكن أن يفعله الرجال الذين ليسوا في الشرطة لحماية النساء من العنف؟

في أي مجتمع، يكون معظم مرتكبي العنف ضد المرأة في الانتخابات من الرجال. وهذا يعني أن الرجال يتحملون مسؤولية أكبر لمنع العنف وحماية النساء منه. وعلى الجميع أن يفهموا أن للمرأة حقوقا مساوية لحقوق الرجل، وأن الدستور يكفل هذه الحقوق، وأن للمرأة الحق في ممارسة تلك الحقوق. وينبغي أن يُستَهدف الرجال ببرامج توعية حول ممارسة المرأة لحقوقها وحريتها، وهذا سيساعد على الحد من العنف ضد المرأة.

كيف يستفيد الرجال من حماية النساء من العنف؟

إن قدرة المرأة على ممارسة حقوقها بحرية هي أساس العدالة الاجتماعية، والعدالة الاجتماعية تفيد الرجال والمجتمع ككل. 

يدعم مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز الانتخابات من أجل الشعب الليبي (بيبول) استعداد المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات لإجراء انتخابات موثوقة وشاملة. وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من حكومة كندا، نظمت المفوضية ووزارة الداخلية دورة تدريبية لضابطات الشرطة في طرابلس في الفترة من 3 إلى 4 مارس 2024.