اليوم الدولي لأمنا الأرض 2023: اتخاذ الإجراءات اللازمة والاستثمار في كوكبنا

22 أبريل 2023

اليوم هو اليوم الدولي لأمنا الأرض، وهو بمثابة تذكير لنا جميعًا بتقدير الموارد الطبيعية لكوكبنا والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

 يسلط موضوع هذا العام - "الاستثمار في كوكبنا" - الضوء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عالمية لمعالجة تغير المناخ وتأثيره على أنظمتنا البيئية ومواردنا الطبيعية. كما يؤكد على أهمية إشراك الحكومات والمؤسسات والشركات والأفراد في جميع أنحاء العالم للقيام بدورهم. الجميع يحاسب والجميع مسئول.

ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جنبًا إلى جنب مع الحكومة المصرية لتعزيز قدرات المجتمع المدني والقطاع الخاص والهيئات الحكومية والمؤسسات المالية لدمج الاعتبارات البيئية في سياساتها وممارساتها. فيما يلي بعض الطرق التي نقوم بها بذلك.

استراتيجيتنا للاستدامة البيئية

يرتكز نهجنا تجاه الاستدامة البيئية على الإيمان بأن النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية لا ينبغي أن يكونا متنافيين. ومن خلال تطبيق مبادئ التنمية المستدامة، يمكننا تحقيق النمو الاقتصادي مع الحفاظ على البيئة، وخلق مستقبل مستدام لجميع المصريين.

 تعزيز الطاقة المتجددة

تؤكد الإحصائيات المثيرة للقلق بشأن الاستهلاك العالمي للطاقة وتأثيرها على البيئة أهمية تعزيز الطاقة المتجددة. وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، فإن قطاع الطاقة مسؤول عن 73% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم، مما يجعله أكبر مساهم في تغير المناخ.

 وفي مصر، من خلال مشروع الطاقة الشمسية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، "مصر الكهروضوئية"، ندعم تحول البلاد إلى الطاقة النظيفة من خلال تشجيع الأنظمة الكهروضوئية صغيرة الحجم والمتصلة بالشبكة.

يعمل مشروع "Egypt-PV" الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، بالشراكة مع مركز تحديث الصناعة (IMC) وبتمويل من مرفق البيئة العالمية (GEF)، على إزالة العوائق التي تحول دون زيادة توليد الطاقة من خلال تركيب أنظمة كهروضوئية صغيرة لا مركزية ومتصلة بالشبكة. من قبل الأسر والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

 وقد أدى المشروع حتى الآن إلى تركيب 225 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في 19 محافظة، مما أدى إلى توفير إجمالي يقدر بنحو 26 جيجاوات/ساعة سنويًا من الكهرباء. تعمل مشاريع مثل Egypt PV على تحويل العالم نحو الطاقة النظيفة والصحة الجيدة والمستقبل المستدام.

تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ

مصر معرضة بشكل خاص لآثار تغير المناخ، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والظواهر الجوية المتطرفة. بدعم من صندوق المناخ الأخضر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تتخذ مصر تدابير لحماية شعبها واقتصادها من الآثار المدمرة لارتفاع مستوى سطح البحر.

ومن خلال مشروعنا المشترك، "تعزيز التكيف مع تغير المناخ في الساحل الشمالي ودلتا النيل في مصر"، سيتم حماية 18 مليون شخص من الفيضانات الساحلية عن طريق تركيب نظام سدود منخفضة التكلفة بطول 69 كيلومترًا عبر شواطئ دلتا النيل.

 وسيتم أيضًا تنفيذ خطة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية (ICZM) لجعل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والزراعية في المنطقة أكثر قدرة على التكيف مع المناخ. وستتضمن الخطة إنشاء نظام لرصد التغيرات في مستويات سطح البحر، فضلا عن تأثير تغير المناخ على تآكل السواحل واستقرار الشواطئ.

 تعزيز السياحة المستدامة

 تكمن جاذبية مصر كوجهة سياحية رئيسية في مناظرها الطبيعية ومناخها الدافئ وشواطئها الرملية الخلابة وثقافتها وتاريخها الآسر. ومع ذلك، يمكن للسياحة غير المستدامة أن يكون لها آثار ضارة على البيئة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور وتدمير الموائل الطبيعية، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، وزيادة تآكل التربة، وزيادة التلوث. يمكن أن تسبب مثل هذه الأنشطة ضررًا طويل المدى للنظم البيئية والحياة البرية.

 ومن أجل حماية الأفراد والكوكب، أطلقنا مشروع "دمج التنوع البيولوجي بالسياحة في مصر (MBDT)"، الذي ينفذه جهاز شئون البيئة المصري (EEAA) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من مرفق البيئة العالمية. ومن هذا المنطلق، تنطلق تجارب منظمة التعاون الاقتصادي في مصر "وُلدت المبادرة. تعمل هذه الحملة الوطنية على إعادة ربط المسافرين المغامرين بالمواقع البيئية والمناطق المحمية التي لا تعد ولا تحصى في مصر. وتعزيزًا لأهمية الحفاظ على البيئة، يشجع المشروع السياحة المستدامة والمسؤولة للمسافرين الباحثين عن تجارب فريدة من نوعها، مع تسليط الضوء على كنوز مصر السياحية.

وقد دعم المشروع أيضًا اعتماد العديد من القرارات من قبل الحكومة المصرية، بما في ذلك حظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في جنوب سيناء وإنشاء أول حملة للحفاظ على البيئة البحرية في البحر الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 حماية التنوع البيولوجي

تتمتع مصر بموقع استراتيجي عند تقاطع ثلاث قارات، حيث تدعم الموائل البرية والبحرية في مصر التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية الكبيرة، ونحن ملتزمون بحمايته.

في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، نعمل للحفاظ على المحميات في جميع أنحاء مصر، والتي تشمل أكثر من 15٪ من أراضي البلاد.

 ويضمن نظام التمويل المستدام للمناطق المحمية، إلى جانب الهياكل والأنظمة والقدرات الإدارية المرتبطة به، الاستخدام الفعال للإيرادات المولدة لتلبية احتياجات حفظ التنوع البيولوجي ذات الأولوية. ويعد هذا النهج ضروريًا لضمان الحفاظ على الموائل البرية والبحرية في مصر على المدى الطويل.

 يلعب الأفراد الذين يعيشون في المناطق المحمية دورًا رئيسيًا في حمايتهم. ويعد تحسين سبل عيشهم ركيزة أساسية للحفاظ على البيئة. وحتى أواخر العام الماضي، قمنا بتدريب 2400 امرأة على إنتاج وتعبئة وتسويق السلع المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء 24 قاربًا ترفيهيًا في محمية وادي الريان للمجتمعات المحلية، كما تم إنشاء محلات حرفية للنساء لبيع منتجاتهن في محمية وادي الجمال.

 وبينما يتم بذل الكثير من العمل حاليًا لحماية كوكبنا، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد. في هذا اليوم الدولي لأمنا الأرض، نعترف بإنجازاتنا ولكننا نبقي أعيننا في الأفق، مستعدين لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو مستقبل مشرق وواعد.