كرة القدم توحد روح ليبيا الشابة
3 فبراير 2025

ملعب الرياينة البلدي لكرة القدم بأبعاد قياسية وفقاً لمواصفات الفيفا
تعكس مراوغة كرة القدم بقدميك تحديات الحياة - التي تتطلب التركيز والاستراتيجية والمرونة.
في ليبيا، تنبض الملاعب بالحياة مع عشاق كرة القدم، مما يثبت أن الرياضة أكثر من مجرد لعبة. حيث تبقي عقلك وجسمك نشيطين، وتعزز من الشعور بالوحدة، وبناء الثقة، وقيم العمل الجماعي والمرونة مع تمهيد الطريق لبناء السلام عبر مختلف المناطق.
وإدراكًا لقدرة كرة القدم على الإلهام والتوحيد، أعطى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولوية لإعادة تأهيل مرافق وملاعب كرة القدم في مختلف أنحاء ليبيا، وتهدف هذه الجهود إلى توفير مساحات آمنة وشاملة للمجتمعات للالتقاء، وتعزيز العمل الجماعي والمرونة والسلام.
في الكفرة

في جنوب شرق ليبيا، وكجزء من أعمال إعادة التأهيل حول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مركز كرة القدم الوحيد في الكفرة، «المدينة الرياضية»، الواقعة في قلب البلدية، عبر تحديث غرف تغيير الملابس ومرافق التمارين الرياضية بالإضافة إلى تركيب عشب اصطناعي في ملعب كرة القدم، مما خلق بيئة أكثر ترحيبًا واحترافية للاعبين والمشجعين. قبل هذه المبادرة، كان ملعب كرة القدم الوحيد في بلدية الكفرة يضم ملعباً ترابيًا فقط، مما حد من القدرة على استخدامه.
شارك السيد سعد بومشاقن مدير المنشآت الرياضية بالكفرة، بنبذة عن تاريخ هذه المنشأة قائلاً: «تأسست المدينة الرياضية في الثمانينيات، لكن سنوات من الصراع المسلح وعدم الاستقرار تسببت في تدهور حاد بمرافقها، تاركة أياها في ظروف غير مناسبة لاستضافة المباريات ودعم الرياضيين».
وأضاف: «منذ إعادة التأهيل، تستضيف المدينة الرياضية دورات تدريبية ومباريات يوميًا، حتى أنها ترحب بفرق من البلديات المجاورة، اجخره، جالو، واوجلة».
شارك اللاعب رقم 10 لنادي الهوارية، أنور علي تجربته في التدريب مع زملائه في المدينة الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع. وقال «إنها طريقة رائعة لتوجيه الطاقة بشكل بناء والاستفادة القصوى من وقتي».
في الرياينة

بعدد سكان يبلغ حوالي 30000 نسمة، افتقرت بلدية الرياينة إلى ملعب كرة قدم مناسب طيلة العديد من السنوات. بدلاً من ذلك، كانت قطعة أرض ترابية فارغة بمثابة «ملعب» مؤقت للأنشطة الرياضية، حولت عملية إعادة التأهيل الأخيرة هذه المساحة إلى مساحة عملية وآمنة وفق المعايير الدولية، مع أبعاد قياسية مطابقة لمواصفات الفيفا، ومسار للجري، ومقر إداري، وغرف تغيير الملابس، ودورات المياه، ووغرفللاستحمام، وشبكات الكهرباء والإضاءة المحسنة.
يقول السيد رشيد أحمد، عميد بلدية الرياينة : «لقد خففت إعادة التأهيل هذه من التحديات التي يواجهها الشباب في المشاركة في المناشط الرياضية، حيث كان عليهم في السابق الانتقال إلى بلديات أخرى للمشاركة في المباريات ودوريات كرة القدم المحلية».
تضمن هذه المبادرة أن يتمتع مجتمع الرياينة بملعب كرة القدم، مما يعزز الوحدة والمشاركة المجتمعية من خلال الرياضة.
في براك الشاطئ

"في منطقة نائية مثل بلديتنا، أدركنا الحاجة إلى إنشاء مساحة يمكن للشباب فيها توجيه طاقتهم وقضاء وقتهم بشكل مفيد. وقال عبد الله سعيد علي ممثل المجلس البلدي في براك الشاطئ «أدى ذلك إلى بروز فكرة إعادة تأهيل ملعبين لكرة القدم، وهي خطة انبثقت عن سلسلة من الاجتماعات المجتمعية التي نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي».
وشارك أبو بكر مصباح، وهو لاعب شاب من أكاديمية المجد لكرة القدم، أفكاره قائلاً: "اعتدنا اللعب على ملاعب ترابية مؤقتة، مما تسبب في العديد من الإصابات، الآن بعد أن تم إعادة تأهيل الملعبين، نأمل في تنظيم بطولات دوري على مستوى البلدية للفرق المحلية. "
تقع ملاعب براك الشاطئ التي تم إنشائها أو إعادة تأهيلها، والتي تشمل ملعبين لكرة القدم، وملعب لكرة المضرب، وملعب للكرة الطائرة، بالقرب من جامعة وادي الشاطئ، مما يوفر مساحة مجتمعية للاعبين والمشجعين ووكذلك تتيح الفرص للأفراد والمنظمات على حد سواء، وقد أمكن تنفيذ هذه المبادرة من خلال مشروع بلديتي، الذي يموله الاتحاد الأوروبي وينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة الإيطالية للتعاون الانمائي واليونيسيف بالتعاون الوثيق مع وزارة الحكم المحلي، تعزز هذه الجهود معًا الانتعاش والاستقرار والنمو الاجتماعي والاقتصادي في جميع أنحاء ليبيا.
سنويًا، ستفيد مشاريع إعادة التأهيل الثلاثة هذه بشكل مباشر ما يقرب من 1300 من السكان المحليين وعدداً أكبر بشكل غير مباشر، مما يوفر فرصًا للانخراط في الألعاب الرياضية التي توحد المشجعين واللاعبين على حد سواء.