حلم يتحقق وأمل يتجدد: يقدم الدعم الاقتصادي والنفسي والاجتماعي فرصة ثانية للعوائل العائدة من النزوح

18 ديسمبر 2022

يُعد تقديم فرص الوصول لسبل العيش الآمنة والمستدامة وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي جميعها بشكل متزامن للمجتمعات في مرحلة ما بعد النزاع فرصةٌ للازدهار والمساهمة في إعادة الإدماج المستدام للعائدين من النزوح, بما في ذلك العوائل  التي وصمت بسبب ارتباط احد افرادها بداعش. أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، مع الشريك المنفذ منظمة الرؤية الدولية في العراق وبدعم سخي من حكومة اليابان ، مشروع "الصمود الاجتماعي والاقتصادي والمجتمعي للوقاية من التطرف العنيف في ناحية  الرمانة غربي محافظة الأنبار وفي قضاء تلعفر  في محافظة نينوى وقضاء بيجي في محافظة صلاح الدين.

غالبًا ما تمنع الصدمات النفسية والتوتر المشاركة الناجحة في برامج إعادة الإدماج الاقتصادي والاجتماعي. وقد يؤدي ذلك في المقابل للأفتقار إلى فرص كسب العيش الاقتصادية وإلى جعل الأفراد عرضة لجذبهم من قبل الجماعات المتطرفة العنيفة ويكون سبب انضمامهم لهذه الجماعات هو  لتلبية احتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة. لذا ترتبط الاحتياجات النفسية والاجتماعية مع التعافي الاقتصادي نسبة لكون العراق بلد يتعافى منذ عقود من النزاعات المؤلمة، فإن الجمع بين الدعم النفسي ودعم سبل العيش أمر بالغ الأهمية لازدهار المجتمعات.

سيعمل  المشروع على تعزيز مجالات الحماية للأفراد المهمشين في المجتمع وتنفيذ خدمات الصحة النفسية والدعم االاقتصادي الاجتماعي ومنع التطرف العنيف من خلال بناء القدرات. وسوف يفيد المشروع 160 فردًا بتوفير فرص عمل بالمشاركة في إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية من خلال برنامج النقد مقابل العمل وتلقي منح لتأسيس مشاريع صغيرة  إضافة الى ذلك سوف يتلقى 140 فردًا تدريبًا مهنيًا من خلال برنامج مدته 3 أشهر ، و سيحصل300 فردعلى دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي حيث نزح معظم الأفراد الذين تم ذكرهم انفاً خلال الصراع مع داعش وعادوا منذ ذلك الحين إلى مجتمعاتهم.

نزحت نور التي تبلغ من العمر 23 عاماً لمدة ثلاثة سنوات قبل ان تعود الى منزلها في ناحية الرمانة في عام 2019،و اضطرت الى عدم إكمال تعليمها  بعد الدراسة الابتدائية بسبب الظروف المالية الصعبة .

تقول نور "لطالما كان حلمي الحصول على فرصة لتنمية هوايتي ودعم عائلتي . انا اتلقى اليوم تدريباً في صالون للتجميل, واستمتع بوقتي هنا واتطور يوم بعد يوم.

وتضيف نور" إن الأهداف التي اسعى الى تحقيقها عندما افتتح صالون التجميل الخاص بي هي ان انال مكانة محترمة في مجتمعي وان ادعم عائلتي"

 يبلغ عمر ثامر 30 سنة،  متزوج ولديه ثلاثة أطفال احدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. عاش ثامر اربع سنوات في التهجير قبل ان يعود الى مسقط رأسه في الرمانة. اكمل ثامر الدراسة الابتدائية فقط و  تلقى تدريباً في الحلاقة لكن مسؤولياته الكثيرة منعته من فتح محل حلاقة خاص به. 

" بالإضافة الى قبولي في برنامج النقد مقابل العمل, فأني أتطلع الى بدء العمل الخاص بي وذلك من خلال المنحة التي تلقيتها."

 

Photo: Sahera 2022

تبلغ ساهرة من العمر 46 عاما وكانت قد تهجرت لمدة ثلاثة سنوات قبل ان تعود الى قضاء تلعفر في عام 2018. و لم تستطع ساهرة اكمال دراستها الإعدادية بسبب الأعباء المالية.

بعد ان خسرت زوجي خلال الحرب شعرت حينها ان كل شي كان ينهار من حولي، وكان الاعتناء بعائلتي مسؤولية تتزايد يوماً بعد يوم."

حاولت ان ابدأ مشروعاً خاصاً بي اكثر من مرة، لكن لم اكن املك المهارات الكافية. الان انا متحمسة ومتحفزة لبدء مشروعي الخاص في مجال صناعة الحلويات من اجل دعم اسرتي وتحقيق حلمي." 

 

يبلغ علي 36 عاماً وهو خريج معهد المحاسبة وهو الكابتن في فريق كرة الطائرة ومسؤول عن إعالة عائلة مكونة من خمس افراد.  لم يكن قادرًا على متابعة حلمه لكي يصبح محاسبًا. نزح علي لمدة خمس سنوات قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في تلعفر. 

"كَوني أحد المشاركين في هذا التدريب المهني فقد حصلت على  الفرصة لتوسيع علاقاتي الاجتماعية والحصول على الخبرة  للاعتماد على نفسي وبدء العمل في مجال جديد."

 

يبلغ مروان 33 عاماً وهو متزوج ولديه خمسة أطفال. تم قتل شقيق مروان على ايدي عناصر تنظيم داعش وتعرض مروان لجروح من المخلفات الحربية التي أدت الى تسبب جروح نفسية وجسدية. ترك ابنه البالغ من العمر 13 عاماً المدرسة لكي يعمل على إعالة عائلته من خلال العمل كعامل. 

تعرض مروان للتهجير لمدة اربع سنوات قبل ان يعود الى مسقط رأسه في بيجي. و سيعود ابن مروان إلى المدرسة ويمكن لمروان الان تأمين مستقبل لعائلته من خلال المشاركة في أنشطة النقد مقابل العمل والحصول على منحة تجارية لإعادة بناء ورشته لإصلاح السيارات.

 

يعمل المعالج النفسي أحمد عبد الرحمن مع أفراد المجتمع ، حيث يقدم جلسات مجتمعية واستشارات حول الموضوعات التي تهمهم. ويشير  إن تزامن الأرهاب مع الفقر والنزوح يُظهر آثار خطيرة مثل القلق والاكتئاب والصدمات والرهاب الاجتماعي والذعر في المجتمع. 

"تمكنا من تحديد الحالات التي تحتاج إلى دعم نفسي وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات حيث قُمنا بتسهيل جلسات متعددة لمساعدة المستفيدين على التغلب على الصدمات ونوبات القلق والاكتئاب".

- احمد عبد الرحمن.

أشارت بيداء  من ناحية الرمانة  إلى أنها مرت بقلق وخوف بعد أن شهدت مقتل ستة من أقاربها على يد داعش. وأضافت إلى أن حضور جلسات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي قد ساعدتها على تحديد الشعور بالقلق وكيفية التعامل مع التوتر.

 
سيستمر مشروع "المرونة الاجتماعية والاقتصادية والمجتمعية للوقاية من التطرف العنيف" حتى شهر اذار 2023 كجزء من برنامج التماسك الاجتماعي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.