أنا اسمي فاطمة

تزوجت وهي طفلة وأدى الصراع ضد داعش إلى نزوحها مع اسرتها. تتحدث فاطمة عن كيفية إعادة بناء حياتها

16 أكتوبر 2022

فاطمة في متجرها.

الصورة: منظمة الرؤية العالمية

تتذكر فاطمة السنة التي بلغت فيها الثالثة عشرة من عمرها. كانت قد أكملت لتوها الصف الخامس عندما ضغط عليها والداها من أجل زواج مدبر، لم تقابل زوجها من قبل، ولم يطلب أحد موافقتها، سلبت طفولتها وأجبرت على ترك المدرسة، تحدثنا قائلة: "لم يطلبوا رأيي، كانوا غير منصفين معي".

فاطمة، البالغة من العمر 49 عاماً، لديها أربعة أطفال، وأصغرهم يبلغ من العمر سبعة أعوام، وتبلغ الكبرى من العمر 26 عاماً، وهي في الأصل من شرق الموصل، وانتقلت بعد زواجها إلى غرب الموصل، عاشت هناك لأكثر من ثمانية وعشرين عاماً حتى نزحت أثناء الصراع ضد داعش.

فرّت فاطمة وعائلتها إلى تلكيف عند سيطرة داعش على الموصل في عام 2014، وساروا على الأقدام لأكثر من 85 كيلومتراً من الموصل. كانت الفكرة هي الوصول من تلكيف إلى أربيل، لكن فرضت عليهم سيارات الأجرة حوالي 70 دولاراً أمريكياً، فعادوا إلى الموصل غير قادرين على تحمل تكاليف النقل، وعاشوا بعد ذلك تحت سيطرة داعش لأكثر من ثلاث سنوات.

فقدت زوجها عندما بدأ القتال لاستعادة المدينة من سيطرة داعش في عام 2017، وتسرد فاطمة متذكرةً "حدث ذلك في منتصف النهار تقريباً، وكنا نتناول الغداء في الفناء الأمامي، وخلال ذلك انطلقت غارات جوية، وكان هناك عناصر من داعش متمركزين خارج منزلنا، ولم يجرؤ أحد منا على مطالبتهم بالتحرك. فجأة لم نعد نشعر بأي شيء، وانهار المنزل ودفن زوجي وابنتي تحت الانقاض". لقد توفي زوجها في غضون ساعات قليلة من الغارة الجوية، بينما نجت ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات، "أخذت ابنتي إلى المستشفى فوراً، دخلت في غيبوبة لأكثر من أربعين يوماً".

نقلت فاطمة عائلتها إلى تلكيف في ذهول وصدمة من الفقد، وكانت الصدمة الاكبر هي فقدان زوجها، الذي كان يعمل بأجور يومية، وكان المعيل الوحيد لأسرته، كما انه لم يُسمح لفاطمة بالعمل مطلقاً أثناء زواجهما، واضطرت بعد وفاته إلى إيجاد طرق لتغطية نفقات اسرتها. اعتمدت على أفراد عائلتها والمسجد المحلي ومنظمات الإغاثة لدعمهم، كما تلقت حصصاً غذائية من الحكومة، تستذكر فاطمة هذه الفترة قائلة: "كانت فترة صعبة، كنا نعيش على وجبة واحدة في اليوم."

تعبت فاطمة من الاقتراض والاعتماد على الآخرين لتغطية نفقاتها، قررت أن تتحمل المسؤولية بنفسها، وبدأت في استكشاف أفكار العمل وطرق لبدء حياتها من جديد، وأصبح ذلك ممكناً عندما تلقت فرصة تطوير الأعمال والمنح الصغيرة التي يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الرؤية العالمية بتنظيمها.

تعلمت فاطمة كيفية إدارة الشؤون المالية والعملاء والموردين خلال ذلك الوقت، وكانت المرة الأولى التي تتعلم فيها شيئاً جديداً بعد تركها المدرسة، كانت متحمسة للغاية وواثقة من مهاراتها الجديدة، استخدمت المنحة الصغيرة لفتح متجر تموين، حيث استأجرت متجراً قريباً من مدرسة ومنطقة سكنية، مما جذب العديد من العملاء للمتجر.

اليوم، وبعد ان تذوقت طعم الاستقلال المادي والاعتماد على الذات، انضمت فاطمة إلى مجموعة الادخار، حيث اصبحت اسبوعياً توفر حوالي 14 دولاراً أمريكياً، حيث انها تطمح في توفير ما يكفي لتوسيع أعمالها بشكل أكبر، "مع هذا المتجر، تغيرت ظروفي، في السابق، لم أكن أستطيع حتى شراء الفاكهة لأولادي، ولكن اختلف الأمر الآن"

عندما فتحت فاطمة متجرها لأول مرة، كان عدد الزبائن محدوداً حوالي عشرين زبوناً فقط، اليوم، توسعت أعمالها، ونمت قاعدة عملائها حيث تستقبل اليوم أكثر من 50 إلى 60 عميلاً يومياً، وتصف لنا مشاعرها قائلة: "أمر بأسعد لحظات في حياتي الآن، وأعيش بشكل أفضل مما كنت عليه في الماضي، وأقدر على تلبية احتياجات أطفالي. فمن الصعب ان يطلب منك أطفالك شيئاً، ولا يمكنك تلبيته."

اليوم، تشعر فاطمة بالفخر بكل ما حققته وانجزته، وعلى حد تعبيرها، "أنا أعيش بكرامة وإرادة قوية".

تم نشر نسخة من القصة بواسطة منظمة الرؤية العالمية هنا.

 

يتم تنفيذ المشروع من خلال مشروع بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز التوظيف التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع منظمة الرؤية العالمية، وبتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، والمقدم من خلال مصرف التنمية الألماني .