الشرطة النسائية في عدن تدعم الوصول إلى العدالة في اليمن
21 سبتمبر 2025
أفراد مركز شرطة الشيخ عثمان في عدن يلتقطون صورة جماعية. تلقى المركز، بالإضافة إلى 19 مركز شرطة آخر في عدن، التدريب والدعم التأهيلي والمعدات لتعزيز قدرته على معالجة قضايا المرأة وشكاواها بشكل أكثر فعالية.
عملت ضابطة الشرطة أرزاق لسنواتٍ عدة خلف أحد المكاتب في مركز شرطة صلاح الدين في عدن، حيث تعاملت مع الأوراق وقدمت الدعم اللازم لزملائها. لطالما كانت أرزاق ملتزمة بوظيفتها، ولكنها شعرت أن شيئا ما ينقصها. تقول أرزاق في هذا الصدد: "في السابق، كان دوري إداري في الغالب، ولم يكن لدي سوى القليل من المعرفة بالإجراءات القانونية".
تغير ذلك عندما تم اختيار الضابطة أرزاق للانضمام إلى برنامج تدريبي جديد يهدف إلى تضمين القضايا ذات الخصوصية لكل من النساء والرجال في أعمال الشرطة. ساهمت هذه المبادرة في اكتسابها الأدوات والثقة للتحقيق في القضايا بشكل صحيح والدفاع عن الأشخاص الذين تخدمهم، وكان لها دور فعال خلال التدريب. تقول أرزاق: "من خلال هذا التدريب، اكتسبت فهما عميقا للقوانين الرئيسية وإجراءات التحقيق وكيفية توثيق القضايا والتعامل معها بشكل صحيح".
تحتفل أرزاق وزملاؤها بإكمال تدريبهم - وهو علامة فارقة في إطار خطة العمل الوطنية اليمنية بشأن المرأة والسلام والأمن.
الضابطة أرزاق هو واحدة من 170 ضابطا (101 رجل و69 امرأة) تم تدريبهم كجزء من جهد أوسع لجعل المؤسسات الأمنية اليمنية أكثر شمولا واستجابة لاحتياجات جميع أفراد المجتمع. وهي أيضا واحدة من 23 امرأة تدربنّ على جمع الأدلة.
بالإضافة إلى التدريب وتوفير معدات الكمبيوتر لعشرين مركز شرطة في عدن، يشمل الدعم إعادة تأهيل غرف الصرف الصحي وخزانات المياه ومناطق الاستقبال وتركيب غرف إضافية، بالإضافة إلى مرافق دورات مياه منفصلة للرجال والنساء، وأجهزة تهوية وأنظمة طاقة شمسية.
بدعم من الاتحاد الأوروبي، الدنمارك، كندا، إيطاليا، ألمانيا، والنرويج وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع مؤسسة السلام من أجل مجتمعات مستدامة، يُعد هذا العمل جزءا من خطة العمل الوطنية الأولى لليمن بشأن المرأة والسلام والأمن.
من السياسة إلى الممارسة
في صميم هذا التغيير هناك أسلوب جديد وذو طابع محلي: استخدام التقييمات الذاتية لفهم كيف تقدم مراكز الشرطة خدماتها حاليا بنجاح للنساء والفئات الضعيفة أو تفشل في ذلك. بين أغسطس وديسمبر 2023، أجريت هذه التقييمات في جميع مديريات عدن الثمان، بقيادة الفريق الوطني للتخطيط والتنسيق والرصد التابع لخطة العمل الوطنية ومجموعة العمل المحلية المعنية بحماية الأجور في عدن، بالتعاون مع الشرطة.
أثرت نتائج تلك التقييمات خطط العمل المراعية للنوع الاجتماعي، التي تنفذها الآن مراكز شرطة المديريات بدعم من قادة المجتمع المحلي والمنظمات المحلية، والتي تهدف الخطط إلى:
- تزويد أفراد الشرطة بالمعرفة والمهارات المراعية للنوع الاجتماعي.
- تحسين الوصول إلى البيانات.
- تمكين الضباط من إجراء التحقيقات بفعالية وتوثيق القضايا.
- بناء الثقة بين الشرطة والمجتمعات التي تقدم لها خدماتها.
أمن للجميع
إن التغيير الذي حدث ليس في استخدام التكنولوجيا فقط، بل تعداه الى التغيير على المستوى الشخصي. الهدف هو ضمان شعور النساء والفئات الضعيفة بالأمان كلما كان عليهن دخول مراكز الشرطة أو التفاعل مع أفرادها. الضابطات المدربات الآن في مناصب يمكنهن فيها الاستماع والدعم والتصرف بشأن المخاوف والقضايا التي تطرحها النساء والفئات الضعيفة.
تقول الضابطة أرزاق: "إنها المرة الأولى التي أشعر فيها أن لدي المعرفة والأدوات اللازمة للمساعدة حقا".
كما يساعد وجود ضابطات مدربات وكذلك طرق عمل أفضل على تغيير النظرة العامة وإعادة بناء الثقة في قطاع الأمن، لا سيما بين النساء اللواتي كن يترددن في طلب المساعدة، سابقاً.
شرطية في مركز شرطة الممدرة في عدن تعمل على البرمجيات ومعدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المقدمة بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ضباط الشرطة أثناء مناقشة المهام الروتينية اليومية.
نموذج للسلام الشامل
بينما لا يزال اليمن يواجه تحديات مؤسسية نتيجة للصراع الذي طال أمده، يظهر من خلال تنفيذ خطة العمل الوطنية للحماية من أجل السلام في عدن أن التغيير الحقيقي لا يزال ممكنا على المستوى المحلي. كما يوضح أن الوصول إلى العدالة والشمول والثقة يسهم بشكل كبير في السلام والأمن.
يأتي التدريب والدعم المنفذان في عدن كجزء من استراتيجية أوسع نطاقا يدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحسين الوصول إلى العدالة، والدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة، وتعزيز التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين.
كما يُعد دعم خطة العمل الوطنية بشأن المرأة والسلام والأمن في اليمن جزءا من مرفق الأمم المتحدة لدعم السلام الأوسع نطاقا، والذي تم إنشاؤه لدعم عملية السلام الوطنية من خلال تنفيذ عناصر اتفاقية ستوكهولم للسلام لعام 2018. بناء على نتائج المرحلة الأولى، تواصل المرحلة الثانية من المرفق دعم أهداف مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة إلى اليمن. التعرف على المزيد: مرفق الأمم المتحدة لدعم السلام في اليمن.