المناخ في الحسبان
28 أكتوبر 2025
للإطلاع على النسخة الأصلية من هذه القصة باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.
يؤثر تغيّر المُناخ على جميع جوانب حياتنا.
استكشفوا 30 حقيقة حول أزمة المٌناخ تشرح أسباب التحرك العاجل وتعرض حلولاً واعدة. لمستقبلنا المشترك.
1. لدينا كوكب واحد فقط قادر على دعم الحياة في الكون: الأرض.
يُعدّ كوكب الأرض مميزاً وفريدًا من نوعه. فقدرته على دعم الحياة تعود إلى مجموعة من العوامل الحيوية، منها وفرة الماء السائل، ووجود مجال مغناطيسي يحميه من الإشعاع الشمسي، ودرجات حرارة معتدلة يحافظ عليها غلاف جوي يعمل كعازل طبيعي.
لكن تغيّر المُناخ، الناتج عن انبعاث غازات الدفيئة من الأنشطة البشرية، يتسبب في ارتفاع غير مسبوق في درجة حرارة الأرض. . وهذا الارتفاع يُخلّ بالتوازن الدقيق الذي يتيح الحياة، مسبباً أضرارًا جسيمة للنظم البيئية، ومهددًا استقرار المجتمعات البشرية.
هل تعلم أن الدول الغنية تستهلك موارد الأرض بمعدلات تتطلب ما بين ثلاثة إلى تسعة كواكب كواكب أرضية للاستمرار في نفس نمط المعيشة؟
لضمان مستقبلنا على هذا الكوكب ، يجب أن نُغيّرطريقتنا في الإنتاج والاستهلاك.
(1.5)2. بموجب اتفاقي باريس، التزمت الدول بالحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين، والسعي إلى عدم تجاوز ١.٥ درجة مئوية.
في عام ٢٠١٥، حققت الدول إنجازًا تاريخيًا في مفاوضات المُناخ واعتمدت اتفاقي باريس، وهو معاهدة دولية ملزمة قانونًا تشكل الإطار الأساسي للعمل المُناخي العالمي. يدفع الاتفاق جميع دفع الدول إلى اتخاذ إجراءات طموحة للتخفيف من الانبعاثات والتكيف مع آثار تغيّر المناخ، سعيًا لحماية كوكبنا للأجيال القادمة..
كانت اتفاقية باريس أول معاهدة دولية تُحدّد صراحةً حدًا أقصى لارتفاع درجة حرارة الأرض . وافقت الدول بموجب هذه الاتفاقية على العمل المشترك للحدّ من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، مع السعي لعدم تجاوز ١.٥ درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
يحذّر العلماء من أن إبقاء الاحترار العالمي عند مستوى ١.٥ درجة مئوية يعدّ أمرًا حاسمًا لتجنّب أسوأ آثار تغيّر المُناخ، منع الوصول إلى نقاط التحول البيئية الخطيرة التي قد تؤدي إلى تغيّرات لا رجعة فيها في النظم البيئية والمُناخية.
هل تعلم أن كل ارتفاع إضافي في درجة الحرارة يؤدي إلى زيادة كبيرة في الظواهر المُناخية المتطرفة والمخاطرالمرتبطة بها؟
على سبيل المثال: عند ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، من المرجح أن يواجه 14% من سكان العالم موجة حر شديدة واحدة على الأقل كل خمس سنوات. أما عند ارتفاع درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين، فإن النسبة ترتفع إلى 37%، أي ما يعادل 1.7 مليار شخص إضافي معرضين لموجات حر قاسية
3.يؤثر تغيّر المُناخ على الجميع، لكن أكثر من 3 مليارات شخص يعيشون في مناطق شديدة التأثر.
يُعدّ تغيّر المُناخ تهديدًا جوهريًا للمجتمعات البشرية، إذ يؤدي إلى تزايد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة وشدتها، مما يؤثر على إنتاج الغذاء، ويقوّض الأمن المائي، ويزيد من المخاطر الصحية، ويتسبب بخسائر لا يمكن تعويضها.
ورغم أن العالم بأسره يشعر بتداعيات تغيّر المُناخ، إلا أن التأثيرات ليست متساوية. فيعض البلدان والمناطق أكثر هشاشة بسبب موقعها الجغرافي وضعف مواردها الاقتصادية ومحدودية قدرتها على التكيف.
يعيش اليوم ما بين 3.3 و3.6 مليار شخص في مناطق شديدة التأثر، تشمل أجزاء واسعة من أفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية والجزر الصغيرة والمناطق القطبية. .
هل تعلم أن أزمة المُناخ هي أيضًا أزمة عدالة؟
فالبلدان منخفضة الدخل، رغم مسؤوليتها المحدودة عن الانبعاثات العالمية، تواجه مخاطر مُناخية تفوق ما كانت عليه قبل 30 عامًا بثمانية أضعاف، وتتكبد أضرارًا اقتصادية تزيد بثلاثة أضعاف مقارنة بالدول الغنية..
4. تغير المناخ مسألة عدالة
فالشعوب والمجتمعات والدول التي تتحمّل أكبر الآثار الناتجة عن تغيّر المناخ الأقل إسهامًا في التسبب بالأزمة.
أفريقيا مسؤولة عن أقل من 4% من الانبعاثات العالمية، ومع ذلك تتحمل أفدح الخسائر المناخية . تُعدّ الدول الأفريقية مثالًا واضحًا على هذا التفاوت، إذ لا تتجاوز مساهمتها 4% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ومع ذلك تؤثر تداعيات المناخ على كل جانب من جوانب تنميتها، وتُفاقم من معدلات الجوع، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، والنزوح السكاني.
تتحمل البلدان والصناعات الكبرى، التي راكمت ثرواتها عبر عقود من الانبعاث الكثيفة للكربون مسؤولية تاريخية وأخلاقية تدفعها إلى تسريع جهود إزالة الكربون، وتقديم الدعم المالي والتقني للبلدان الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ.تواجه القارة الأفريقية تأثيرات متزايدة وقاسية من تغيّر المُناخ، رغم مساهمتها المحدودة في الانبعاثات. وتشمل هذه التأثيرات موجات الجفاف الممتدة، والفيضانات المتكررة، وتدهور الأراضي الزراعية، وانخفاض الإنتاجية الغذائية، مما يفاقم من الفقر وانعدام الأمن الغذائي والمائي.
وفي الوقت نفسه، تفتقر العديد من الدول الأفريقية إلى الموارد المالية والتقنية اللازمة لتنفيذ خطط التكيف والتخفيف، مما يجعلها أكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
هل تعلم أن آثار تغيّر المُناخ ليست متساوية حتى داخل البلد الواحد؟
فالتفاوتات الهيكلية والاقتصادية، المبنية على العرق والإثنية والجنس والعمر أوالوضع الاجتماعي والاقتصادي، تجعل بعض الفئات أكثر عرضة من غيرها للمخاطر المناخية والبيئة.
5. كل خمس سنوات، تُقدّم الدول خططًا وطنية للمُناخ، تعكس طموحا متزايدًا في مواجهة تغيّر المُناخ بمرور الوقت.
يستند اتفاق باريس للمُناخ إلى دورة طموح مدتها خمس سنوات، تهدف إلى تعزيز الإجراءات المناخية بشكل تدريجي ومتزايد.
الأداة الرئيسية لتحقيق ذلك هي المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) وهي الخطط الوطنية التي توضّح كيف ستقوم كل دولة بخفض انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري والتكيّف مع آثار تغيّر المناخ.
تساعد المساهمات المحددة وطنيًا الدول على تحديد الأهداف، والجداول الزمنية، والإجراءات العملية في قطاعات رئيسية مثل الطاقة، والنقل، والبنية التحتية، والزراعة، والمياه، والصحة، والسياحة وغيرها. ومن خلال تحديث هذه المساهمات كل خمس سنوات، يمكن للدول إعادة توجيه اقتصاداتها نحو نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام ٢٠٥٠.
هل تعلم أن الجيل الأول من المساهمات المحددة وطنيًا وضع العالم على مسار ارتفاعٍ في درجات الحرارة بمقدار ٣.٧ درجة مئوية؟
أما الجيل الثاني فقد خفّض هذا المسار إلى نحو ٢.٧ درجة مئوية.
ومن المتوقع أن يظهر الجيل الثالث من المساهمات بحلول نهاية عام ٢٠٢٥، وسط دعوات متزايدة للدول إلى مواءمة خططها مع هدف الحد من الاحترار العالمي عند ١.٥ درجة مئوية.
6. أن تكلفة الأضرار الناجمة عن تغيّر المُناخ تفوق بستة أضعاف من تكلفة تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمّناخ
قد تؤدي آثار تغيّر المناخ، التي نشهدها بالفعل في ظل مستويات الاحترار الحالية، إلى انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة ١٩٪ بحلول عام ٢٠٥٠.
تتمثل هذه الأضرار في تراجعبالغلات الزراعية، وانخفاض إنتاجية العمل، وتضررالبنية التحتية - وتُقدر بنجو ٣٨ تريليون دولار أمريكي - أي ما يعادل ستة أضعاف تكاليف التخفيف اللازمة للحد من الاحترار العالمي إلى درجتين مئويتين.
هل تعلم أن التكلفة الحقيقية لتأثيرات تغيّر المُناخ قد تم التقليل من شأنها لعقود طويلة؟
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الأضرار الاقتصادية الفعلية قد يكون أعلى بكثير مما كان متوقعًا في السابق.
7 . بدون إجراءات مناخية عاجلة، سيواجه أطفال اليوم أحداثًا مُناخية متطرفة على مدار حياتهم أكثر بسبع مرات مما واجهه أجدادهم.
بسبب القرارات التي اتخذتها الأجيال السابقة، أصبحت أزمة المُناخ تُهدد حقوق الأطفال والشباب في المسكن الآمن، والبيئة الصحية، والرعاية الصحية، والغذاء، والتعليم.
ومع تقدمهم في الحياة، سيتحمل الأطفال والشباب العبء الكامل لآثار تغيّر المُناخ، بما في ذلك موجات الحر، والفيضانات، وحرائق الغابات، وتلف المحاصيل. و يُثير ذلك قضايا المساواة بين الأجيال، التي كانت الشرارة وراء الحركات المُناخية الشعبية التي يقودها الشباب، إضافةً الى قضايا التقاضي المتعلقة بالمُناخ، وجهود التصدي لمخاطر الأمن المتعلقة بالمُناخ.
هل تعلم أن الأطفال والشباب الذين يعيشون في البلدان منخفضة الدخل أو في المجتمعات المحرومة أكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ؟
في أفغانستان، قد يواجه الأطفال موجات حر أكثر بـ 18 ضعفًا مما واجهه أجدادهم، بينما في مالي قد يتعرضون لتلف المحاصيل أكثر بـ 10 أضعاف.
8. 8 من كل 10 أشخاص يريدون من حكوماتهم بذل المزيد من الجهود بشأن تغيّر المُناخ.
يُظهر أكبر استطلاع رأي عام مستقل على الإطلاق حول تغيّر المُناخ أن 80% من الناس حول العالم يريدون من حكوماتهم اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا لمعالجة أزمة المُناخ.
كما يعبّر معظم المشاركين عن رغبتهم في تحقيق وحدة عالمية، إذ اتفق 86% منهم على ضرورة أن تضع بلدانهم خلافاتها الجيوسياسية جانبًا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتجارة والأمن، وأن تعمل معًا لمواجهة تغيّر المُناخ.
هل تعلم أن 72% من الناس حول العالم يدعموا التحول السريع من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة؟
حتى في الدول التي تُعدّ من أكبر منتج للوقود الأحفوري في العالم، يؤيد غالبية المواطنين التحول هذا التحول بعيدًا عن الفحم والنفط والغاز.
9. يُشكّل الاقتصاد الأخضر ما يقرب من ٩٪ من أسواق رأس المال العالمية.
يشهد الاقتصاد الأخضر نموًا متسارعًا مع سعي الدول والمجتمعات إلى مواجهة تحديات المُناخ والبيئة. وتشهد قطاعات مثل إنتاج الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الموفّرة للطاقة والمقاومة لتغيّر المُناخ، وإدارة النفايات، ومكافحة التلوث، والزراعة الذكية توسعًا ملحوظًا.
ونتيجةً للطلب المتزايد على هذه المنتجات والخدمات، تُقدّر قيمة الاقتصاد الأخضر اليوم بـ ٧.٩ تريليون دولار أمريكي، أي ما يُعادل قرابة ٩٪ من إجمالي الأسهم المتداولة عالميًا.
هل تعلم أن القيمة السوقية للأسهم الخضراء نمت خلال العقد الماضي بمعدل سنوي مركب يبلغ ١٥٪، مما يجعلها ثاني أسرع القطاعات نموًا بعد قطاع التكنولوجيا؟
10. 10 كل دولار يُستثمر في التكيّف مع تغيّر المُناخ والمرونة فيه يمكن أن يُحقق فوائد تتجاوز ١٠ دولار خلال ١٠ سنوات.
يُعد التكيّف مع تغيّر المُناخ عنصرًا أساسيًا في الحد من مواطن الضعف تجاه آثاره الحالية والمتوقعة، وتعزيز مرونة المجتمعات والنظم البيئية في مواجهتها
فكل دولار واحد يُستثمر في تدابير التكيّف يمكن أن يُحقق فوائد تتجاوز 10 دولارات خلال10 سنوات، من خلال تجنّب الخسائر الناجمة عن آثار المناخ، وتحفيز التنمية الاقتصادية، وتحقيق مكاسب اجتماعية وبيئية واسعة النطاق.
هل تعلم أن استثمارات التكيّف في مجالات مثل قطاع الصحة وأنظمة الإنذار المبكر تُحقق بعضًا من أعلى العوائد الاقتصادية، فضل دورها في حماية الأرواح والبنية التحتية والإنتاجية الاقتصادية؟
11. يمكن للقطاع الصناعي خفض 11% من الانبعاثات العالمية المتعلقة بالطاقة بحلول عام 2030 من خلال تدابير فعّالة من حيث التكلفة لكفاءة الطاقة.
تستهلك الصناعات العالمية كميات هائلة من الطاقة، يُستمد معظمها من الوقود الأحفوري، مما يجعل القطاع الصناعي مسؤولا عن نحو حوالي ربع الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة.
تتطلب العديد من العمليات الصناعية حرارة مرتفعة، مما يجعل إزالة الكربون تحديًا صعبًا في ظل القيود التكنولوجية الحالية للطاقة المتجددة لتلبية هذا الطلب. ومع ذلك، فإن تحسين كفاءة الطاقة يعد خيارًا مجديًا من حيث التكلفة والفعالية، ويمكن أن يُحقق تخفيضًا في الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة بنسبة 11% بحلول عام 2030.
هل تعلم أن مضاعفة معدلات تحسين كفاءة الطاقة في المباني، والقطاع الصناعي، ووسائلالنقل بحلول عام 2030 يمكن أن يُخفّض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالطاقة بنحو الثلث؟ وتمثل هذه الخطوة عنصرًا حاسمًا في وضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
12. بسبب آثار تغيّر المُناخ، لا تتمكن ملايين الفتيات حول العالم من إكمال ١٢ عامًا من التعليم.
عندما تؤثر آثار تغيّر المُناخ على المجتمعات في مختلف حول العالم، فإنها تُفاقم وتُعيد إنتاج أوجه عدم المساواة بين الجنسين بطرق متعددة .
وغالبًا ما تكون الفتيات أول من يُحرمن من التعليم عند حدوث صدمات منُاخية، خاصةً عندما تعاني الأسر من شح الموارد المالية أو زيادة أعباء الرعاية غير المدفوعة.
إن ضمان استفادة جميع الأطفال، وخاصة الفتيات، من ١٢ عامًا من التعليم الجيد في ظل مُناخ متغيّر يُعدّ عاملًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم.
هل تعلم أنه بحلول عام ٢٠٥٠، قد يدفع تغيّر المُناخ ما يصل إلى ١٥٨ مليون امرأة وفتاة إضافية إلى براثن الفقر، أي أكثر بـ ١٦ مليونًا من إجمالي عدد الرجال والفتيان؟
13 . يتراكم حوالي ١٣ مليون طن من البلاستيك في التربة سنويًا.
أصبح البلاستيك موجود في كل مكان حولنا- في الماء الذي نشربه، والطعام الذي نأكله، والهواء الذي نتنفسه. إنه يهدد صحتنا، ويُلوّث الطبيعة، ويقضي على الحياة البرية.
ويُفاقم البلاستيك أزمة المُناخ من خلال إطلاق غازات الدفيئة في كل مرحلة من مراحل دورة حياته- بدءًا من استخراج الوقود الأحفوري المُستخدم كمواد خام لإنتاجه ، وصولًا إلى حرق النفايات البلاستيكية أو تحللها .
يُنتج العالم سنويًا نحو430 مليون طن متري من البلاستيك الجديد، يُستخدم معظمه مرة واحدة فقط قبل التخلص منه كنفايات.
ويتراكم نحو 13 مليون طن من البلاستيك سنويًا في التربة، مما يؤثر على صحتها، ويحد من نمو المحاصيل وامتصاص العناصر الغذائية. ومع مرور الوقت، تتحلل هذه المواد إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، قد تصل في النهاية في المياه والطعام الذي يستهلكه البشر.
هل تعلم أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تُشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان، إذ ترتبط بالإصابة بالسرطان، والنوبات القلبية، ومشاكل الإنجاب، والعديد من المشكلات الصحية الأخرى؟ وقد قدّر العلماء أن البالغين قد يبتلعون ما يعادل حجم بطاقة ائتمان واحدة أسبوعيًا من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة.
14. يُتيح قطاع النقل، الذي يُمثل ما يقرب من 14% من الانبعاثات العالمية، فرصةً كبيرةً للعمل المناخي.
يُعد النقل المستدام عنصرًا أساسيًا في معالجة تغيّر المُناخ. إذ يُسهم قطاع النقل بنحو 14% من إجمالي الانبعاثات العالمية. ولتحقيق الاستدامة في هذا القطاع، ينبغي على الدول الاستثمار في أنظمة تنقّل متنوعة تشمل: شبكات المشي وركوب الدراجات، ووسائل النقل العام منخفض الانبعاثات، والنقل البري الكهربائي المعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، الإضافة إلى النقل البحري والطيران النظيفين.
ولا تقتصرفوائد النقل المستدام على خفض الانبعاثات فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز الصحة العامة، وتحسين الفرص الاقتصادية، وحماية البيئة، عند تصميم أنظمته وتنفيذها بشكل فعّال.
هل تعلم أن السيارات الكهربائية مثّلت أكثر من 20% من إجمالي السيارات المباعة في عام 2024؟ ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 25% في عام 2025.
15. تُوفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ١٥٪ من الكهرباء العالمية، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة بحلول عام ٢٠٣٠.
يُعد التحوّل في قطاع الطاقة من نظام يعتمد على الوقود الأحفوري إلى نظام قائم على مصادر الطاقة المتجددة خطوةً محورية في مواجهة أزمة المناخ.
ففي عام ٢٠٢٤، شكّلت المصادر المتجددة ما يقرب من ثلث إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي. وقد وفّرت طاقة الرياح والطاقة الشمسية نحو ١٥٪ من الكهرباء، بينما ساهمت الطاقة الكهرومائية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى بنسبة ١٧٪.
وبما أن تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أصبحت الآن أقل بنسبة ٤١٪ و٥٣٪ على التوالي مقارنة ببدائل الوقود الأحفوري، فقد أصبحتا أسرع مصادر الكهرباء نموًا في التاريخ. ومن المتوقع أن تتضاعف حصتهما من توليد الكهرباء بحلول عام ٢٠٣٠، مما عزز بناء مجتمعات أكثر استدامة ومرونة.
هل تعلم أن في عام ٢٠٢٤، شكّلت مصادر الطاقة المتجددة أكثر من ٩٢٪ من سعة الكهرباء الجديدة المضافة عالميًا؟
إن التوسع في نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يحدث تأثيرًا كبيرًا عفي حفض الانبعاثات، إلا أنه من الضروري أن تُسرّع الدول وتيرة هذا التحول لتحقيق الهدف العالمي بمضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
16. بين عامي 2000 و2019، بلغت تكلفة الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة، التي تفاقمت بفعل تغيّر المُناخ، ما لا يقل عن 16 مليون دولار أمريكي في الساعة.
مع تفاقم تأثيرات تغيّر المُناخ، يعمل العلماء على تحديد حجم الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتّغير المُناخ.
أظهرت إحدى الدراسات، التي حلّلت 185 ظاهرة جوية متطرفة بين عامي 2000 و2019، أن تكلفة الأضرار المرتبطة بالمُناخ بلغت نحو 143 مليار دولار أمريكي سنويًا، أي ما يعادل 16 مليون دولار أمريكي في الساعة.
ونظرًا لعدم اكتمال بعض البيانات في بعض المناطق، خاصةً في البلدان منخفضة الدخل، يُرجَّح أن يكون هذا الرقم تقديرًا أقل من التكلفة الحقيقية.
هل تعلم أنه لا يمكن تحديد قيمة نقدية لبعض الأضرار الناجمة عن تغّير المُناخ؟
فقد تشير الخسائر والأضرار إلى آثار غير ملموسة، مثل فقدان التراث الثقافي أو الهوية نتيجةً للنزوح القسري المرتبط بالمُناخ.
17. أكثر من 17% من الأراضي والمياه الداخلية محمية الآن.
على مدار القرن الماضي، لم تتسبب الأنشطة البشرية في تغيّر المُناخ فحسب، بل أدت أيضًا إلى تدهور خطير في التنوع البيولوجي. ونظرًا لأنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة ، أصبحت أزمتي المُناخ والطبيعة مترابطتين بشدة، إذ تعزز كل منهما الأخرى، مما يستدعي التصدي لهما معًا بطريقة متكاملة.
تُعد المناطق المحمية عنصرًا أساسيًا في حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي، كما أن وقف فقدان الطبيعة يمثل خطوة حاسمة في مكافحة تغيُر المُناخ.
وفي عام 2022، اعتمدت الدول إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، الذي يهدف إلى وقف فقدان الطبيعة وعكس مساره، بما في ذلك الالتزام بحماية 30% من أراضي وبحار الأرض بحلول عام 2030.
وخلال السنوات الأخيرة، أحرزت الدول تقدمًا بطيئًا ولكن ثابتًا نحو هذا الهدف، حيث أصبحت أكثر من 17% من الأراضي والمياه الداخلية محمية حاليًا
هل تعلم أن الحلول القائمة على الطبيعة يمكن أن توفر ما يصل إلى 37% من التخفيف اللازم لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري حتى عام 2030 لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، بالإضافة إلى تعزيز قدرة المجتمعات على التكيّف مع آثار تغيّر المُناخ؟
18 . في عام ٢٠٢٤، فُقدت مساحة تعادل ١٨ ملعب كرة قدم من الغابات الاستوائية الأولية كل دقيقة.
تُغطي الغابات نحو ثلث مساحة اليابسة على كوكب الأرض، أي ما يعادل ٤ مليارات هكتار، وهي عنصر حيوي في جميع جوانب الحياة. فالغابات السليمة تُعد مصارف كربون قوية، إذ تمتص ثاني أكسيد الكربون وتخزنه، مما يُسهم في مكافحة تغيّر المُناخ.
ومع ذلك، تتعرض الغابات لخطرٍ متزايد بسبب إزالة الغابات وتدهورها، نتيجة الأنشطة البشرية مثل التوسع الزراعي والتحضّر، بالإضافة إلى حرائق الغابات التي تفاقمت بسبب تغيّر المُناخ.
في عام ٢٠٢٤، تم تسجيل فقدانٍ قياسي بلغ ٦.٧ مليون هكتار من الغابات الاستوائية الأولية أي ما يعادل ١٨ ملعب كرة قدم في كل الدقيقة - مما خلّف آثارًا عميقة على التنوع البيولوجي، وقدرة الأرض على تخزين الكربون، وسبل عيش المجتمعات التي تعتمد على الغابات .
هل تعلم أن ما يقرب من مليار شخص حول العالم - بمن فيهم ٧٠ مليونًا من الشعوب الأصلية- يعتمدون على الغابات في معيشتهم؟ تُوفر الغابات المياه النظيفة، والغذاء، والأدوية، كما تساهم في تنظيم أنماط هطول الأمطار، وتُساعد على منع الفيضانات وتآكل التربة؟
19. يُهدر أكثر من ١٩٪ من الطعام في المتاجر والمطاعم والمنازل، مما يُخلّف آثارًا كبيرة على الانبعاثات العالمية.
تُعدّ الزراعة أحد أهم مُسببات تغيّر المُناخ، إذ تُسهم بنحو ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. كما تستهلك حوالي٧٠٪ من المياه العذبة عالميا، وتُسهم في تدهور التربة، وتُعدّ أكبر عامل في فقدان التنوع البيولوجي.
ورغم ذلك، يُهدر ثلث الغذاء المُنتج عالميًا كل عام. .
ويُفقد نحو ١٣٪ من هذا الغذاء خلال مراحل سلسلة التوريد، من الحصاد وحتى الوصول إلى نقطة البيع. بينما يُهدر ١٩٪ إضافية في المتاجر والمطاعم والمنازل.
هل تعلم أن فقدان وهدر الطعام يُعدّوا عبئًا بيئيًا واقتصاديًا كبيرًا يجب مُعالجته بشكل عاجل؟ كما أنه يُعتبر فرصة مهدرة لإطعام ٧٨٣ مليون شخص حول العالم يُعانون من الجوع وسوء التغذية ؟
20. على مدار العقدين الماضيين، انخفضت حصة المياه العذبة المُتاحة للفرد بنسبة ٢٠٪.
يُعد الماء جوهر أزمتي المٌناخ والطبيعة. فمع تفاقم تغيّر المُناخ، تصبح أنماط هطول الأمطار أقل قابلية للتنبؤ، وبدأت الصفائح والأنهار الجليدية بالذوبان بوتيرة أسرع، فيما أصبحت الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بالمياه، مثل العواصف والفيضانات والجفاف، أكثر تواترًا وشدة.
يؤثر هذه التغيرات بشكل مباشر موارد المياه العذبة المتاحة للبشر، والتي لا تُشكّل سوى 0.5% من إجمالي المياه على الأرض. وعلى مدار العقدين الماضيين، انخفضت حصة المياه العذبة المتاحة للفرد بنسبة 20%
لكن بعض مناطق العالم تتأثر أكثر من غيرها، حيث أصبحت ندرة المياه تحديًا بالغ الخطورةفي بعض مناطق العالم، مما يخلق تنافسًا متزايدًا على الموارد المحدودة، ويمكن أن يؤدي إلى نشوب صراعات في بعض الحالات.
هل تعلم أن أكثر من ملياري شخص يعيشون اليوم في بلدان تعاني من شح المياه، وأن نجو نصف سكان العالم يواجهون ندرة شديدة في المياه لمدة شهر واحد على الأقل كل عام؟
21 .قد تصل تكلفة آثار المُناخ على الصحة إلى 21 تريليون دولار أمريكي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بحلول عام 2050.
تُعد أزمة المُناخ أزمة صحية في المقام الأول. فمن الحر الشديد وتلوث الهواء إلى انتشار الأمراض المعدية وتفاقم انعدام الأمن الغذائي والمائي، يترك تغيّر المُناخ بصماته على كل جانب من جوانب الصحة العامة.
ولا تقتصر هذه الآثار على التحديات الصحية فحسب، بل انها تُعمّق دورات عدم المساواة وتُفاقم التفاوتات الصحية والاجتماعية داخل البلدان وفيما بينها. وتتحمل البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل العبء الأكبر من هذه التأثيرات، حيث يُتوقّع أن تصل تكلفة آثار تغيّر المُناخ على الصحة فيها إلى ٢١ تريليون دولار أمريكي بحلول عام ٢٠٥٠، في ظل سيناريو احترار متوسط.
هل تعلم أن تغيّر المُناخ قد يؤدي إلى عصر جديد من تفشي الأمراض والأوبئة ؟ فعلى سبيل المثال، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى توسّع نطاق انتشار البعوض الحامل إلى مناطق لم يكن موجودًا فيها من قبل؟
بحلول عام 2070، قد يؤدي ذلك إلى تعرض 4.7 مليار شخص إضافي لخطر الإصابة بالملاريا وحمى الضنك.
22. يمكن للاقتصاد الدائري أن يخلق أكثر من ٢٢ مليون وظيفة جديدة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي بحلول عام ٢٠٣٠.
يُعد الاقتصاد الدائري من النهوج الأساسيةً لإحداث تحول جذري في أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة التي تُسهم في استنزاف الموارد الطبيعية . يهدف هذا النموذج إلى تقليل النفايات والتلوث وتُعزز الاستخدام المُستدام للموارد من خلال إعادة التدوير، وإعادة الاستخدام، والتصميم الذكي للمنتجات والعمليات .
يمكن تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري في جميع قطاعات الاقتصاد، من الزراعة والصناعة إلى المنسوجات والبناء، مما يخلق ملايين فرص العمل الجديدة.. وبحلول عام ٢٠٣٠، يُمكن للاقتصاد الدائري أن يُوفّر ١١ مليون وظيفة جديدة في أفريقيا، و٨.٨ مليون وظيفة جديدة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و٢.٥ مليون وظيفة جديدة في الاتحاد الأوروبي.
هل تعلم أن أقل من ٧٪ من المواد الخام يُعاد تدويرها حاليًا إلى الاقتصاد بعد استخدامها؟ من خلال تبني نُهج الاقتصاد الدائري، تستطيع الدول خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحماية الطبيعة واستعادتها في الوقت ذاته، مع تحقيق نمو اقتصادي مستدام؟
23. ارتفع متوسط مستوى سطح البحر العالمي بنحو ٢٣ سنتيمترًا منذ عام ١٨٨٠.
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ذوبان الصفائح والأنهار الجليدية وتمدد مياه البحر نتيجة الاحترار، مما تسبب في ارتفع متوسط مستوى سطح البحر بنحو ٢٣ سنتيمترًا منذ عام ١٨٨٠.
يُشكل هذا الارتفاع تهديدًا متزايدًا للمدن والمجتمعات الساحلية حول العالم، حيث تُسهم الفيضانات الساحلية والتآكل وتسرب المياه المالحة في إلحاق أضرارًا بالبنية التحتية وتلوث إمدادات المياه العذبة، وتدهور بالنظم البيئية.
وتؤدي هذه الآثار إلى خسائر اقتصادية كبيرة في قطاعات الزراعة وصيد الأسماك والسياحة، مما يُهدد سبل العيش ويزيد بالنزوح والهجرة.
,وتُعتبر الدول الجزرية الصغيرة من أكثر المناطق تعرّضًا للمخاطر. فحتى في ظل مستويات الاحترار الحالية، من المتوقع أن تشهد دول جزر المحيط الهادئ ارتفاعًا لا يقل عن ١٥ سنتيمترًا في مستوى سطح البحر خلال الثلاثين عامًا القادمة. ورغم أن التكيف الساحلي يُمكن أن يُخفف بعض الأضرار، إلا أن بعض الدول الجزرية تُواجه خطر الزوال الكامل مع غمر أراضيها تحت الماء.
هل تعلم أن ما يقرب من 22 مليون شخص يعيشون في منطقة البحر الكاريبي على ارتفاع أقل من 6 أمتار فوق مستوى سطح البحر؟ كما أن أكثر من نصف البنية التحتية في معظم دول جزر المحيط الهادئ تقع ضمن مسافة 500 متر فقط من الساحل، مما يجعلها معرّضة بشدة لمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر وآثاره على المجتمعات والاقتصادات المحلية
24. يمكن للتحذير المسبق قبل 24 ساعة من الظواهر الجوية المتطرفة القادمة أن ينقذ الأرواح ويقلل الأضرار بنسبة تصل إلى الثلث.
توفر أنظمة الإنذار المبكر معلومات آنية وقابلة للتنفيذ حول المخاطر المناخية الوشيكة، مثل الأعاصير، والفيضانات، والجفاف، وموجات الحر، وحرائق الغابات.
وتُعد هذه الأنظمة من الأدوات أساسية لحماية الأرواح والممتلكات، إذ تساعد المجتمعات على أن تصبح أكثر أمانًا ومرونة في مواجهة تصاعد آثار تغيّر المُناخ.
يمكن للتحذير المسبق قبل 24 ساعة فقط من خطر وشيك ، مثل كعاصفة أو موجة حر، أن ينقذ الأرواح ويقلل الأضرار بنسبة تصل إلى 30%
هل تعلم أن استثمار 800 مليون دولار أمريكي فقط في أنظمة الإنذار المبكر في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل من شأنه يمكن أن يمنع خسائر سنوية تتراوح بين 3 مليارات دولار و16 مليار دولار؟
25. تُدير الشعوب الأصلية ٢٥٪ من أراضي العالم.
تُشرف الشعوب الأصلية على إدارة حوالي ٢٥٪ من أراضي العالم، وتشمل هذه الأراضي ما لا يقل عن ٣٦٪ من الغابات السليمة عالميا. أن هذه الغابات، بفضل الإدارة التقليدية المستدامة للشعوب الأصلية، تتمتع بحماية أفضل وتشهد معدلات أقل من إزالة الغابات وتدهورها، مما يجعلها مصارف فعالة للكربون ومكونًا رئيسيًا في مكافحة تغيّر المناخ.
من خلال حماية النظم البيئية الحيوية التي تعمل كمصارف للكربون وتدعم التنوع البيولوجي، تُقدم الشعوب الأصلية خدمة بيئية عالمية ثمينة العالم، والتي غالبًا ما تكون غير مُعترف بها بما يكفي، وتستحق مزيدًا من الدعم السياسي والمالي لتعزيز جهودها..
هل تعلم أن الحلول القائمة على الطبيعة وممارسات الاقتصاد الدائري كانت جزءًا لا يتجزأ من أسلوب حياة الشعوب الأصلية على مدى الاف السنين؟
هذه المعرفة التقليدية المتجذّرة تُعد اليوم أساسية في جهود العمل المناخي لتحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة.
26. على الصعيد العالمي، يفتقر ٢٦٪ من الناس إلى حلول الطهي النظيف.
لا يُعدّ الوصول على الطهي النظيف مجرد قضية طاقة . إنها أيضًا قضية صحية، وجندرية ، وحقوق إنسان.
فعلى الرغم من التحسن المتزايد في الوصول إلى الكهرباء حول العالم ، الا أن الوصول إلى حلول الطهي النظيف ما يزال محدودًا للغاية .
لا يزال ما يقرب من 2.3 مليار شخص، أي 26% من سكان العالم، يعتمدون على أنواعًا بدائية من الوقود، مثل الخشب والفحم للطهي.
ولا تُسهم هذه الأنواع من الوقود في إزالة الغابات فحسب، بل تُطلق أيضًا دخانًا سامًا عند حرقها، مما يؤدي إلى 3.7 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا، معظمها بين النساء والأطفال.
علاوة على ذلك، شكّل عملية جمع هذه الأنواع من الوقود يوميًا عبئًا إضافيًا على النساء، إذ تحدّ من فرصهن في التعليم والعمل والاستقلالية الاقتصادية .
هل تعلم أن استبدال مواقد الخشب والفحم ببدائل أنظف يمكن أن يمنع ما لا يقل عن 463,000 حالة وفاة سنويًا، ويوفر ما يقارب 66 مليار دولار أمريكي من تكاليف الرعاية الصحية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؟
27. أثبتت قضية تاريخية رفعها 27 طالبًا من جزر المحيط الهادئ أن الدول مُلزمة قانونًا بالتصدي لتّغير المُناخ.
في قرارٍ تاريخي، قضت محكمة العدل الدولية بأن الدول مُلزمة قانونًا بحماية البيئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تُسبب تغيّر المناخ.
وقد جاءت هذه القضية، التي تُعتبر أكبر قضية تقاضي مُناخية على الإطلاق، بمبادرة من 27 طالبًا من جزر المحيط الهادئ، بقيادة دولة فانواتو. واُعتبر هذا الحكم انتصارًا للعدالة المُناخية ودليلًا على قوة الشباب في الدفع نحو التغيير العالمي .
هل تعلم أن اللجوء إلى القضاء أصبح أحد أبرز أدوات مواجهة تغير المناخ؟
فحتى ديسمبر 2022، تم رفع 2180 قضية متعلقة بالمناخ في 65 ولاية قضائية حول العالم، في مؤشر واضح على تنامي الدور القانوني في مساءلة الحكومات والشركات عن أفعالها المناخية.
28. يغطي تسعير الكربون الآن حوالي ٢٨٪ من الانبعاثات العالمية.
يُعدّ تسعير الكربون من أهم الأدوات الاقتصادية لمكافحة تغيّر المناخ، أداةً تُحصي التكاليف الخارجية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتربطها بمصدرها من خلال سعر. يُساعد هذا على إعادة تحميل عبء الضرر الناجم عن تغيّر المناخ على عاتق المسؤولين عنه.
يُمثّل تسعير الكربون الأساس الاقتصادي لأسواق الكربون، إذ يُحدّد قيمةً لتخفيضات الانبعاثات يُمكن تداولها كرصيد كربون.
يُغطّي تسعير الكربون المباشر اليوم حوالي ٢٨٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مما يُساعد الدول على حشد التمويل والاستثمار في التنمية المستدامة.
هل تعلم أن عائدات تسعير الكربون تجاوزت ١٠٠ مليار دولار أمريكي في عام ٢٠٢٤. خُصص أكثر من نصف هذه العائدات، المُولّدة للميزانيات العامة، لمشاريع البيئة والبنية التحتية والتنمية؟
29. تُواجه ٢٩٪ من جميع الأنواع على الأرض خطر الانقراض بحلول عام ٢١٠٠ إذا ظلت الانبعاثات العالمية مرتفعة.
يُسبّب تغيّر المناخ تغييراتٍ لا رجعة فيها في التنوع البيولوجي. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، وطول مواسم حرائق الغابات إلى تغيير الموائل والتفاعلات بين الأنواع، ويمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار النظم البيئية بأكملها.
ونتيجة لذلك، تتعرض العديد من الأنواع لخطر الانقراض بشكل متزايد، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد بشكل حاد إذا ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية. وفي ظل سيناريو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية، يواجه أكثر من 29% من جميع الأنواع على الأرض خطر الانقراض بشكل حرج.
هل تعلم أن تغير المناخ وفقدان الموائل، وكلاهما ناتج عن الأنشطة البشرية، يدفعان إلى الانقراض الجماعي السادس للأرض. وقد شهد الكوكب خمس حالات انقراض جماعي سابقة، كان آخرها قبل 65.5 مليون سنة، عندما انقرضت الديناصورات؟
30. ما يقرب من نصف سكان العالم دون سن الثلاثين. يجب أن يكون المستقبل الذي يرثونه منخفض الكربون وآمنًا وعادلاً.
يشكل الأطفال والشباب دون سن الثلاثين نصف سكان العالم. سيؤثر تغير المناخ على كل جانب من جوانب حياتهم، بدءًا من مكان إقامتهم ونوع التعليم الذي سيحصلون عليه وصولًا إلى ما سيفعلونه لكسب عيشهم، وحتى إمكانية إنجابهم لأطفال.
يدرك العديد من الشباب ضرورة التحرك المناخي بشكل عاجل، على نطاق كوكبي. فهم يقودون حركات اجتماعية شعبية، ويساهمون في مفاوضات المناخ العالمية، ويطرحون حلولًا مبتكرة تُحدث التغيير.
يتحمّل صانعو القرار حول العالم مسؤولية الاستماع إلى مطالبهم والعمل على حماية مستقبلهم. لا يمكن للبشرية أن تزدهر على كوكب يعاني من آثار تغير المناخ. اقتصادات المستقبل الناجحة هي التي تتخذ إجراءات مناخية الآن.
بعد أكثر من 30 عامًا من مفاوضات المناخ، حان الوقت للالتزام الكامل بمستقبل منخفض الكربون وآمن وعادل. لأنه في كل جانب من جوانب حياتنا وحياة أطفالنا، #المناخ_يُهم.