العراق يُطلق تقرير دليل الفقر متعدد الأبعاد
30 يوليو 2025
بغداد -أطلقت الحكومة العراقية، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية، رسمياً التقرير التحليلي لمؤشر الفقر متعدد الأبعاد في العراق، مُمثلةً بذلك خطوةً كبيرةً إلى الأمام في كيفية فهم البلاد للفقر ومعالجته. يتضمن الإطلاق أيضاً عرضاً لمنهجية إعداد دليل فقر النساء ، مما يجعل العراق من الدول القليلة في المنطقة التي طورت أداةً مُحددةً لقياس الفقر.
يكشف دليل الفقر متعدد الأبعاد لعام 2024 إن السكان الفقراء يعانون من 10.8% من إجمالي أوجه الحرمان، ومنها على وجه الخصوص الحرمان في مجالات التعليم والسكن والوصول إلى الخدمات الرقمية. ومع ذلك، يُشير التقرير أيضاً إلى تقدمٍ ملحوظ، بما في ذلك انخفاضٌ بنسبة تقارب 50% في مؤشر الفقر متعدد الأبعاد الوطني منذ عام 2011، متزامنا مع استمرار انخفاض فقر الدخل، الذي يبلغ حالياً 17.5%.
وقال معالي الدكتور محمد تميم، نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط العراقي: "ان هذا التقرير أكثر من مجرد أرقام؛ إنه أداة سياساتية تُطلعنا على الفئات الهشة وسبل دعمها. سيسهم هذا التقرير بشكل مباشر في تشخيص الحاجات الأساسية وتحسين أوضاع المواطنين في المحافظات في ضوء الأولويات التي عكسها مكانياً وقطاعياً. ومع إنّ قيمه دليل الفقر متعدد الأبعاد انخفضت من 11.4%عام 2018 الى 10.8% عام 2024 إلاّ إننا عازمون على تبنّي سياسات وخطط لتخفيض قيمة هذا الدليل بشكل مستمر.
كما يكشف مؤشر الفقر متعدد الأبعاد عن تفاوتات رئيسة غالباً ما تُغفَل في إحصاءات الفقر التقليدية، سواء كان ذلك على مستوى المحافظات أو القطاعات لأنه توصل الى أدلة تفصيلية عن مستويات الحرمان في كل محافظة إزاء قضايا التعليم والصحة والمستوى المعيشي.
وذكر السيد ساشا كغاومان، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: "لقد حقق العراق مكاسب مهمة، لكن هذه البيانات تُبين لنا أيضاً أين يجب أن نُركز جهودنا المشتركة. في الوقت الذي أظهرت بعض المحافظات، مثل كركوك وبغداد، نتائج مُشجعة، لا تزال محافظات أخرى، مثل المثنى وميسان وصلاح الدين، تُواجه مستويات اعلى نسبيا من الحرمان في بعض الأبعاد. الآن مع بدء إنخفاض نسبة الفقر المادي، فإن الوقت أصبح مناسبا لضمان عدم تخلف أي منطقة من مناطق العراق أو أي امرأة أو مجتمع عن الركب."
وذكرت البروفيسورة سابينا ألكاير، مديرة مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية: "يسرني أن أشهد إطلاق الدليل الوطني للفقر متعدد الأبعاد في العراق. من جانبنا في جامعة أكسفورد، كان لي شرف التعاون في هذا الانجاز الرائد مع وزارة التخطيط، وهيأة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، وهيأة إحصاء إقليم كردستان، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ونحن نُعرب عن تقديرنا العميق للفرق الماهرة والكفؤة والمبتكرة والمتفانية التي حققت هذا الانجاز".
يستند تقرير مؤشر الفقر متعدد الأبعاد إلى المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق (2023-2024)، ويتضمن خمسة أبعاد: التعليم، والصحة، ومستويات المعيشة، والتشغيل، والتعرض للصدمات. إن إدراج صدمات التشغيل والصدمات العائلية - مثل تغير المناخ أو عدم استقرار الدخل - يجعل مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد في العراق من أكثر الأدوات ملاءمةً للسياق في المنطقة. تدعم نتائج هذا التقرير التحليلي خطة التنمية الوطنية العراقية (2024-2028) وتتماشى مع الالتزام العالمي بأهداف التنمية المستدامة، وخاصةً الهدف الأول: القضاء على الفقر. ويمكن لصانعي السياسات وشركاء التنمية الآن استخدام مؤشر الفقر متعدد الأبعاد لتوجيه الموارد، وتوجيه التخطيط المحلي، وتتبع التقدم المحرز بمرور الوقت. سيواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعم حكومة العراق في ترجمة هذه البيانات إلى إجراءات إنمائية مؤثرة - مما يضمن حصول كل عراقي على فرصة عيش مستدام وحياة كريمة مليئة بالفرص.
لمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع:
محمد البهبهاني، مستشار إعلام وتواصل، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق
mohammed.al-bahabahnee@undp.org
9647704399222+