ثلاثة دروس تعلمناها من الشباب/الشابات في المنطقة العربية عن الأشخاص ذوي الإعاقة والشمول الاجتماعي

25 سبتمبر 2022

يمثل الشباب/الشابات من ذوي الإعاقة أكثر من 200 مليون شاب وشابة حول العالم. ، تظل هذه الفئة الفتية حبيسة الهامش عندما يتعلق الأمر بالشمول والعدالة الاجتماعية والاقتصادية حيث يتجلى ذلك من خلال انخفاض فرصهم في الحصول على التعليم الجيد والعمل اللائق والولوج والوصول الآمن و اللامشروط للخدمات الصحية الأساسية.  

بدعم من مشروع الشباب الإقليمي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية وبشراكة مع مركز الشباب العربي، احتفل مبعوثو الشباب للتنمية في المنطقة العربية باليوم العالمي للشباب من خلال تنظيم ندوة رقمية حول "عدم ترك أي أحد خلف الركب: الشمولية للأجيال القادمة" وذلك يوم 11 آب 2022.
 
كانت هذه الندوة الرقمية مناسبة سلطَ فيها مبعوثو الشباب للتنمية في المنطقة العربية الضوء على الشباب والشابات في المنطقة ومجهودهم وجهودهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ، كما وشكلت الندوة محطة أساسية للشباب والشابات للبحث بشكل أعمق في كيفية تسخير التكنولوجيا في خدمة ومواكبة وتمكين الشباب والشابات من ذوي الإعاقة من جهة، ومن جهة أخرى لتكريس أهمية وقيمة الحوار والتعلم بين الأجيال وهو ما عكسه التنوع في الفئة العمرية للمتحدثين خلال اللقاء.  

حضر الحدث 100 شاب وشابة من المنطقة العربية، وتم الوصول إلى 1000 مشاهد  خلال البث المباشر على منصة التواصل فيسبوك.

إليكم ثلاثة دروس تعلمناها من الشباب في المنطقة العربية عن الإعاقة والشمول الاجتماعي:  
 

1- الإعاقة ليست حالة طبية فقط، بل هي شأن من حقوق الإنسان

أكد الشاب أحمد حمدي، مسؤول السياسة والشراكة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر في هذا الإطار على أن قصور مجتمعاتنا العربية على الاستجابة لاحتياجات الأشخاص من ذوي الإعاقة ليس نتيجة لحالتهم الصحية. يقول أحمد:  

"يعرف محيطنا الاجتماعي قدرات الاشخاص ذوي الإعاقة على أنها "حالة عدم أو غياب قدرة .." فقط من خلال تغيير عقليات الناس يمكننا المضي قدماً نحو تغييرات أكثر جدية وفعّالة على مستوى السياسات العمومية والبنيات التحتية. نقطة البداية إذن هي توضيح المفهوم: الإعاقة ليست حالة طبية؛ إنها قضية فهم وتصورات"

تؤكد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على أن أي تقييد أو استبعاد يحدث على أساس الإعاقة ويكون غرضه أو تأثيره عدم الاعتراف بجميع حقوق الإنسان والحريات وممارستها بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة هو تمييز ينتهك الشمولية وعدم القابلية للتجزئة التي تتميز بها منظومة حقوق الانسان. بالتالي، ينبغي النظر إلى الإعاقة على أنها قضية من قضايا حقوق الإنسان.

2- إذا غابت فرص العمل، اصنع فرصك بنفسك  

مع انتقال الشباب ذوي الإعاقة إلى مرحلة النضوج، يصبح من الصعب عليهم الحصول على عمل رسمي، لائق وطويل الأجل. إن التصور العام للأشخاص ذوي الإعاقة بأنهم "غير قابلين للتوظيف" غالباً ما يحد فرصهم في التشغيل في القطاعات الغير مهيكلة وذات الأجور المنخفضة. وحتى في حال حصولهم على فرصة عمل، يظل الاشخاص ذوي الإعاقة عرضةً لإيجاد أنفسهم في بيئات عمل لا توفر أساليب التهيئة الملائمة الضرورية لعملهم.  

يمكن أن تكون التكنولوجيا إحدى الطرق المؤهلة للشباب ذوي الإعاقة لبدء مشاريعهم الخاصة المدرة للدخل ولتمكين أنفسهم والآخرين من حولهم. قصة ياسر وردة، مصور سوري، مثال على هذا النجاح.

بدأ ياسر رحلته المهنية من خلال "مخيم العشرة"، وهي مبادرة تابعة لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا.  وفرت هذه المبادرة للشباب من جميع أنحاء سوريا تدريباً حول التصوير الفوتوغرافي الاحترافي والتسويق الرقمي. ألهم هذا التدريب ياسر لتغيير مسيرته المهنية إلى التصوير الفوتوغرافي الاحترافي وإنشاء شركة صغيرة للتصوير. كما وألهمت هذه المبادرة ياسر على التطوع في "منصة دال " حيث يقدم الشباب خدمات التسويق الرقمي لرائدات الاعمال من ذوات الإعاقة بصيغة مجانية.  

يوضح ياسر أنه يجب إنشاء المزيد من المحتوى التعليمي الرقمي باللغة العربية حتى يتمكن الشباب في المنطقة من الاستفادة من الفرص الرقمية.

3- التمكين التربوي: عزيمة الشباب ذوي الإعاقة تفوق جميع التحديات  

بالرغم من جميع التحديات التي يواجهها الشباب في الوصول إلى فرص التعليم، إلا أنهم يستطيعون تجاوزها بفضل عزيمتهم ومثابرتهم كما تخبرنا القصص الملهمة لبتول ولينا وفاديا.

كرست لينا أبو سمحة، وهي أم لطفلة من ذوي الإعاقة، نفسها لرفع مستوى الوعي حول الإعاقة من خلال الكتابة الإبداعية ومشروعها "عالم ميريانا". بالنسبة إلى لينا، يمكن أن تكون التكنولوجيا هي الحل الذي نحتاجه لتوفير تعليم أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة:

"يمكن للتكنولوجيا أن توفر تعليماً يرتكز على المتعلم؛ يمكن للمدرسين استخدامه لتسهيل ولوج الأشخاص ذوي الإعاقة لتعليم جيد ومكيف. ومع ذلك، يجب ألا ننسى أن عالم الإنترنت يمكنه عزل المتعلمين في المجال الافتراضي. يجب اعتماد نهج تعليمي هجين في الهياكل التعليمية ".

شاركت بتول المحيسن مع المشاركين في الندوة قصتها الشخصية حول الصعوبات التي واجهتها في العثور على مؤسسة تعليمية مناسبة لاستقبالها عندما كانت طفلة.  واستذكرت بتول الجهود التي بذلتها مدرستها لتكييف وتهيئة البنية التحتية التعليمية لتلبية احتياجاتها. الآن، بتول ناشطة في مجال حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة ومنشئة محتوى توعوي يؤمن بأن المجال الرقمي يمكن أن يكون منفذًا للأشخاص ذوي الإعاقة:

"يمكن أن تكون التكنولوجيا منصة رائعة للشباب ذوي الإعاقة. عند الاستثمار بشكل مناسب، يمكن أن يمكّن الشباب من إخبار العالم أننا موجودون وأن لدينا مهارات وقدرات تستحق العرض "

التفوق الدراسي ممكن ومشهود، وهو ما عبرت عنه أصغر المتحدثات في هذه الندوة، فادية مصطفى. فادية شابة لبنانية تبلغ من العمر 16 عاماً. استطاعت فادية أن تحرز أحد المراتب الأولى على الصعيد الوطني في امتحانات الصف التاسع. في كلمتها، أكدت فادية للشباب المشارك:  

"آمن بأحلامك ولا تهتم بآراء الناس. طالما لدينا إرادة قوية، ستتحقق أحلامنا ".

 

مبعوثو الشباب للتنمية في المنطقة العربية هي مبادرة مشتركة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الشباب العربي، والتي تمكن الشباب من العمل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 13 دولة لتعزيز إشراكهم في التنمية. هذه الندوة الرقمية هي جزء من سلسلة من اللقاءات التي ينظمها مبعوثو الشباب للتنمية في المنطقة العربية للنقاش حول مواضيع راهنية وذات اهمية للشباب.