المياه تجلب الأمل: تعزيز القدرة على الصمود وإحداث التغيير في اليمن

24 ديسمبر 2023

طفلان مسروران من قرية الخرشة بمنطقة باجل يعبران عن سعادتهما بتدفق المياه وصولها إلى منزلهما.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

في قلب المناظر الطبيعية في مديرية باجل مدينة الحديدة، اليمن، يقف مشروع مياه قرية الخرشة كشهادة على قوة التعاون في المجتمع اليمنى، لم تخفف هذه المبادرة، التي تم تنفيذها في عزلة الضامر، من المصاعب الطويلة التي يواجها أفراد المجتمع في مديرية باجل فحسب، بل أصبحت مصدر إلهام وطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.

كان الأطفال في قرية الخرشة في باجل يضطرون إلى الاستيقاظ مبكرًا لجلب المياه، وكثيرًا ما كانت تضيع عليهم أوقات المدرسة وكما يجد الآباء صعوبة في رعاية أسرهم وأطفالهم وكل ذلك يحدث بسبب عدم توفر الماء المياه.

يصف إبراهيم محمد، وهو عامل مختبر محلي وأب لثلاثة أطفال، التحديات التي واجهتها عائلته قبل مشروع المياه. 

"اعتدنا أن نقضي نصف اليوم في المشي لجلب الماء. لقد كان صراعا صعبا، كنا نستيقظ في وقت مبكر كل صباح، ونقف في طوابير طويلة لجلب المياه من أقرب خزان مياه، كما فقدت كثير من الارواح أثناء محاولتها عبور الطريق الرئيسي للوصول إلى أقرب مزرعة لجب الماء من بئر لري الأراضي الذي يوجد على الناحية الأخرى من القرية".

من خلال برنامج الصمود الريفي 3 البرنامج المشترك، تم إنشاء لجنة مجتمعية في ناحية الضامر وتدريبها لوضع خطط مجتمعيه تحدد أولوية المجتمع، و من خلال هذه الخطط، عمل أفراد المجتمع جنبا إلى جنب مع فريق فني وهندسي لوضع دراسة ميدانية  لتنفيذ شبكة مياه شاملة لقرية الخرشة في  عزلة الضامر مدينة باجل و ذلك من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و الصندوق الاجتماعي للتنمية، حيث يستفيد من هذا  المشروع الذي يغطي  4300 متر طولي ، 250 أسرة.  أصبح التنفيذ الناجح لهذه المبادرة ممكنا من خلال التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي والحكومة السويدية وكذلك بمساهمة مجتمعية بنسبة 20٪ من التكلفة المقدرة للمشروع.

أحد أفراد المجتمع في قرية الخرشة يعمل بجد ليربط الأنابيب لضمان حصول كل أسرة في القرية على الماء "

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

يقول إبراهيم محمد "الآن، في غضون خمس دقائق فقط، خزان المياه لدينا ممتلئ، إنه أمر يبعث على الارتياح. أطفالي، مع آخرين، عادوا إلى المدرسة. يمكن للآباء الآن التركيز على رعاية أطفالهم وكذلك تعلم مهارات جديدة تمكنهم من كسب الدخل". 

"السعادة التي يمكنك رؤيتها في وجوه الناس لا تصدق، الجميع مرتاحون جدا لأن أيام المعاناة للعثور على الماء قد انتهت أخيرا". 

وكما يؤكد أحمد عباس، مدير مدرسة وعضو لجنة مجتمعية في قرية الخرشة، " تأثير المشروع ملموس، وهو شهادة على الجهود المشتركة لأفراد المجتمع، لم يعد الأطفال قلقين بشأن جلب الماء عند الفجر، إنهم يركزون أكثر على تعليمهم والذهاب إلى المدرسة يوميا". 

يناقش أحمد عباس، مدير المدرسة وأحد أفراد المجتمع المحلي في قرية الخرشة بمنطقة باجل، كيف سهل مشروع المياه على تواجد الطلاب في الفترة الصباحية، مما يضمن طريقا سلسا إلى المدرسة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

وكما يقول فؤاد صالح، مدير المساهمات المجتمعية في مديرية باجل: "دعمت خطط الصمود المجتمعي من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية، 15 مبادرة في خمس مناطق فرعية في مديرية باجل، حيث شملت مشاريع عدة في مجالات مختلفة منها المياه والتعليم والزراعة والصحة وكذلك بناء الطرق، مثل هذه المشاريع الحيوي والمستدامة ليست فقط لتوفير المياه، ولكن بشكل أساسي تقوم يدور مهم في تحسين سبل العيش للأفراد الأشد ضعفا في مدينة باجل". 

يتحدث فؤاد صالح، مدير المساهمة المجتمعية في مديرية باجل ، عن التأثير بعيد المدى لبرنامج الصمود الريفي ،الذي عمل على احداث تغييرات مستدامة في المنطقة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

 من خلال مكون الحكم المحلي في البرنامج المشترك الصمود الريفي 3 وبالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، تم انشاء 44 لجنة مجتمعية لدعم وتطوير 44 خطة صمود مجتمعي في محافظة حجة، والحديدة، وصعدة، ولحج، وأبين، والمحويت، و تعز.

يعبر الأطفال في قرية الخرشة، مديرية باجل، عن فرحتهم عندما تصبح المياه موردا متاحا بسهولة، مما يغير الحياة اليومية للمجتمع بأكمله.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

من خلال برنامج المشترك الصمود الريفي 3، لعبت الجهود المتضافرة لأربع وكالات تابعة للأمم المتحدة - برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية - دورا محوريا في تعزيز فرص كسب العيش، وضمان الأمن الغذائي، وتعزيز القدرة على الصمود في مختلف المحافظات في اليمن وذلك من خلال الدعم سخي من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد.