قبّ الياس – إحدى البلدات الأكثر ضعفاً في البقاع

4 يناير 2018

قبّ الياس – إحدى البلدات الأكثر ضعفاً في البقاع

يعتبر لبنان الذي يصل عدد سكانه إلى نحو 4.4 مليون نسمة البلد ذي أعلى نسبة تركيز للاجئين نسبة إلى عدد السكان في العالم حيث يستضيف نحو أكثر من مليون لاجئ سوري مسجّل(مفوّضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، 2015). يفرض هذا الأمر ضغطاً هائلاً على اقتصاد لبنان وبنيته التحتيّة. أضِف إلى ذلك أنّ النازحين السوريّين يعيشون بمعظمهم في المدن والبلدات الضعيفة في أنحاء البلاد.

وفي هذا السياق تعتبر بلدة قبّ الياس الكائنة في قضاء زحلة شرقي البلاد، ثالث أكبر بلدة في البقاع على صعيد المساحة والامتداد الجغرافيّ بعد زحلة وبعلبك وتنتشر فيها العديد من المعالم الأثريّة والكنوز التاريخيّة. تستضيف البلدة نحو 35 ألف لاجئ أي ما يساوي أكثر من 60 في المئة من المقيمين فيها وتعاني جرّاء ذلك ضغطاً هائلاً على الموارد لا سيّما بالنسبة لتوفير الخدمات مثل إمدادات المياه كما أنّ شبكات الريّ فيها متردّية.

هذا ويعتمد نحو 60 في المئة من أهالي البلدة و90 في المئة من اللاجئين السوريّين المقيمين فيها على قطاع الزراعة لكسب الدخل. ولطالما اعتمد اقتصاد قبّ الياس على الزراعة إذ تضمّ البلدة أكبر سوق للخضار في لبنان تتجاوز مساحته 35 ألف متر مربّع. أمّا المحاصيل الزراعيّة المروية الرئيسيّة في البلدة فهي الباذنجان، والبندورة، والملفوف، والبطاطس والذرة بالإضافة إلى الأشجار المثمرة وبعض المحاصيل الشتويّة مثل الشعير والقمح.

تجدر الإشارة إلى أنّ القنوات الترابيّة في قبّ الياس كانت قبل المشروع التي قام بتنفيذه برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في وضعٍ متردٍ حيث كانت الأعشاب والقمامة تعيق تدفّق المياه وترفع معدلّات التسرب بسبب الشقوق في القنوات نفسها ومساميّتها فأثّر كل ذلك سلباً على جودة المحاصيل وكميّتها وتسبّب بتراجع كفاءة المزارعين وإيراداتهم.

حظي مشروع إعادة تأهيل القنوات الترابيّة الذي نفّذه برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ، بتمويل الحكومة الألمانيّة وبنك التنمية الألمانيّ بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه. واستبدل المشروع القنوات الترابيّة بأخرى اسمنتيّة ما خفض هدر المياه ورفع كميّة المياه التي تنقلها القنوات إلى الأراضي الزراعيّة وحسّن إنتاجيّة المحاصيل. ونتيجة لذلك ازدادت كميّات المياه التي تصل(بشكل مباشر أو غير مباشر)  إلى الأراضي الزراعيّة(تصل مساحتها إلى 600 هكتار). كما أنّ القنوات الإسمنتيّة تحول دون نمو الحشائش والأعشا وتنقل مياهاً أنظف وأقل تلوّثاً إلى الأراضي. وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت أعمال بناء القنوات في خلق فرص عمل للنازحين السوريّين والسكان اللبنانيّين على حدٍ سواء. وساهم بناء هذه القنوات الإسمنتيّة في خفض العبء الاقتصاديّ والتكلفة الماليّة التي يتكبدها المجتمع المحليّ والنازحين السوريّين نتيجة للسيول التي كانت تلحق الضرر بالوحدات السكنيّة والخيم التي كانوا يعيشون فيها كما أنه خفض  التكلفة الماليّة التي كان يرزح تحتها المزارعون جرّاء شراء المياه لريّ أراضيهم.

==