برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يدعم السياحة الدامجة والقائمة على الطبيعة في لبنان بتمويل من الحكومة الإيطالية وبالتعاون مع وزارة البيئة

11 أكتوبر 2022

 

الثلاثاء، في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2022، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي للجمهورية الإيطالية من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، وبالتنسيق مع وزارة البيئة، بتطوير البنية التحتية لثماني محميات طبيعية في مختلف أنحاء لبنان من أجل تسهيل وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إليها، بهدف تعزيز الإدماج ودعم السياحة البيئية وحماية الحياة البرية والنظم البيئية.

وفي لبنان، يعاني 50 ألف شخص تقريباً من إعاقات جسدية أو حسيَّة أو ذهنية، بما يمثل نحو 10 إلى 15 بالمئة من سكان لبنان. ويوجد نقص منتظم في التجهيزات التي تضمن الحقوق والموارد والخدمات المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان. فبالإضافة إلى عدم الحصول بشكل كامل على التعليم والخدمات الصحية والعمل، يجد الأشخاص ذوي الإعاقة مشكلة في التمتع بالنشاطات الترفيهية والترويحية في الطبيعة، بما أنها غير مصمَّمة أو مجهزة لاستيعاب أشخاص من ذوي الاحتياجات الجسدية والعقلية المختلفة.

لهذه الغاية، تمَّ تطوير المحميات الطبيعية  في المناطق الثمانية لاستقبال الأشخاص الذين يعانون أشكالاً مختلفة من الإعاقات، وذلك من خلال تأمين تكنولوجيات دامجة جديدة مثل الأجهزة المساعدة وتنفيذ البنية التحتية الضرورية ذات الصلة مثل مسارات يمكن الوصول إليها من أجل جعلها أكثر سهولة وتعزيز تجربة المشي لمسافات طويلة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى المساعدة التقنية المطلوبة وتدريب المرشدين التابعين للمحميات الطبيعية؛ تمَّ تزويد خمس محميَّات طبيعية (محمية حرج إهدن الطبيعية، محمية تنورين الطبيعية، محمية جبل موسى للمحيط الحيوي، محمية الشوف الطبيعية ومحمية شاطىء صور الطبيعية) بكراسٍ متحركة مناسبة لجميع التضاريس، تُعرف باسم “Joëlette”، من أجل تمكين الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة من الوصول إلى المسارات ومشاهدة المناظر الطبيعية. وعلى نحو مشابه، جرى تطوير البنى التحتية والمسارات في ثلاث محميات طبيعية (محمية بنتاعل الطبيعية، محمية أرز جاج الطبيعية ومحمية اليمونة الطبيعية) من أجل تعزيز إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد وكبار السن. وبالتالي، تمَّ تدريب مرشدين ومتطوعين للمحميات الطبيعية من أجل الاستجابة لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.

واحتفاءً بنجاح هذه المبادرة التجريبية الرائدة، ومن أجل تكثيف نشاطات تدعم الصحة والإدماج في الهواء الطلق وتعزيز المعايير المتعلقة بتيسير الوصول، خصوصاً ضمن المحميات الطبيعية، نظَّم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتنسيق مع وزارة البيئة يوماً دامجاً للمشي لمسافات طويلة ومراقبة الطيور ضمن محمية حرج إهدن الطبيعية، في إهدن، قامت خلاله جمعية حماية الطيور في لبنان بتعريف مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين ساعدهم عدد من مقدمي الرعاية التابعين لمنظمات غير حكومية، لا سيما مؤسسة "سيسوبيل" وجمعية "أنت أخي" وجمعية "رسالة سلام"، على نشاط مراقبة الطيور.

وتولى توجيه هذه الرحلة من المشي لمسافات طويلة الدامجة للجميع ضمن محمية حرج إهدن الطبيعية فرق من جمعية درب الجبل اللبناني ومشروع التحريج في لبنان. وتمكن الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في التنقل من التمتع بالمسار الطويل ضمن المحمية الطبيعية بفضل الكراسي المتحركة المناسبة لجميع التضاريس “Joëlette”، والتي تمَّ إدخالها إلى المحميات الطبيعية أخيراً للمرة الأولى في لبنان.

وحضر المناسبة سعادة السفيرة الإيطالية، السيدة نيكوليتا بومبارديري التي شددت على أن "أحد الجوانب المهمة التي تناولها مشروع STEP4Nature هو تسهيل الإدماج من خلال تحسين إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة،" مضيفة بالقول: "أعتقد أنه يجب تكرار هذه المبادرة على نطاق أوسع لتشمل جميع المحميات الطبيعية، هذا الموضوع عزيز جدًا على قلب التعاون الإيطالي والحكومة الإيطالية، وهذا العام ومن خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، سيتم إطلاق مبادرة تركز بشكل خاص على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع في لبنان ".

كما حضر المناسبة معالي وزير البيئة، الدكتور ناصر ياسين، الذي لفت الى أننا "بحاجة إلى ربط شبابنا وأسرهم، سواء كانوا افراد من ذوي الإعاقة ام لا، بالمحميات الطبيعية وأن نظهر لهم التراث الطبيعي والثقافي التي تتضمنه".

أضاف: "تؤمن وزارة البيئة أن للمحميات الطبيعية دوراً مزدوجاً، بالإضافة إلى حماية الارث الطبيعي والثقافي، فسوف تساهم المحميات الطبيعية بشكل كبير في التنمية الاقتصادية المستدامة للمجتمعات المحلية والدولة بأكملها، وعلاوة على ذلك، أثبتت اللامركزية في الإدارة البيئية نجاحها حيث أن إدارة وتشغيل المناطق المحمية بفعّالية بما في ذلك المحميات الطبيعية هي اليوم، ووفقًا لقانون المناطق المحمية رقم 130/2019، وهي مسؤولية مشتركة بين وزارة البيئة، و لجنة المحمية التي تضم ممثلين من السلطات المحلية المعنية والمنظمات غير الحكومية المحلية والخبراء العلميين وفرق الإدارة في على الارض. "

من جهته، قال محمد صالح، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "يسرني أن أكون حاضراً هنا اليوم مع شركائنا كي نعاين مباشرةً فوائد السياحة البيئية التي تشمل الجميع، والتي لا تساهم في التنمية الاقتصادية فحسب، بل تضمن أيضاً الحفاظ على الحياة البرية. ويجب أن يكون الوصول إلى النشاطات الترفيهية في الطبيعة متاحاً للجميع، خصوصاً الأشخاص ذوي الإعاقة".

وأضاف: "لقد تمكنا اليوم من تحقيق هذا الإنجاز الصغير على أمل أن لا يُترك أي أحد خلف الركب في المسيرة نحو التعافي".
 

للمزيد من المعلومات، الرجاء الاتصال:

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – لبنان | رنا مغبغب | rana.moughabghab@undp.org | +961 3 835 351

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو المنظمة الرائدة التابعة للأمم المتحدة التي تكافح من أجل إنهاء الظلم المتمثل في الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ. وبالعمل مع شبكتنا الواسعة من الخبراء والشركاء في 170 بلداً، فإننا نساعد الأمم في بناء حلول متكاملة ودائمة للناس والكوكب.

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان منذ عام 1986 كشريك في التنمية يدعم التعافي الاقتصادي، بما في ذلك العمل مع البلديات من أجل تقديم الخدمات الأساسية إلى المجتمعات المضيفة، وتعزيز الطاقة النظيفة وإدارة النفايات الصلبة، ودعم الحكم الرشيد وسيادة القانون، وتقديم الدعم للانتخابات، والعمل على تمكين المرأة والشباب.