برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي يدعمان الجيش اللبناني على الحدود الشمالية الشرقية من خلال حلول الطاقة المستدامة

10 نوفمبر 2022

بيروت، 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2022: يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، منذ عام 2019 على تعزيز عمليات الجيش اللبناني في منطقة الحدود الشمالية الشرقية للبنان، فضلاً عن تلبية احتياجات رفاهه من خلال توفير حلول الطاقة المستدامة التي تزيد من إستقلالية الجيش اللبناني في مجال الطاقة في المنطقة وتحوّله إلى مؤسسة صديقة للمناخ وأكثر استدامة.

يواجه لبنان أزمة متعدّدة المستويات تتسبّب في معاناة هائلة لغالبية السكان بمن فيهم موظّفو الدولة وعناصر القوات المسلّحة. وقد أدّت أزمة الطاقة في البلاد، بشكلٍ خاص، إلى تعريض العمليات اليومية لغالبية المؤسسات والوظائف العامة للخطر، ومن بينها أمن الحدود للجيش اللبناني. إذ إنّ انقطاع التيار الكهريائي في المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية كان يعني اضطرار الجيش اللبناني الإعتماد على وقود الديزل الباهظ الثمن لتشغيل المولّدات بهدف إضاءة المواقع العسكرية وثكنات الجيش ولكي يتمكّن عناصره من الحصول على المياه الساخنة وتلبية احتياجات التدفئة.

إنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من خلال تطبيقات الطاقة المتجددّة لـ 24 نظام يستخدم الطاقة الكهروضوئية والرياح الدقيقة، و38 نظام لتسخين المياه بالطاقة الشمسية، و35 نظام للتدفئة بواسطة الكتلة الحيوية، و200 عمود إنارة للشوارع بالطاقة الشمسية، و220 إضاءة للسياج، و254 حلاً للإنارة، وثكنتَيْن معدّلتين، تمكّن من الحدّ من إستهلاك الكهرباء والوقود ومن تشويشات الضجيج أيضاً في مراكز الخدمة، وتأمين مصدر نظيف لإمدادات الطاقة للمساعدة في تلبية إحتياجات المركز وعناصر الجيش والمجتمعات المحلية المحيطة. وقد وفّرت حزمة حلول الطاقة المتجدّدة هذه أكثر من  270ألف دولار أمريكي من تكلفة الطاقة و630 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، مما يجعل منها تدخّلاً اقتصادياً وصديقاً للمناخ. أيضاً وإلى جانب الـتحهيزات في 31 موقع مختلف، تمّ نقل المعرفة حول تطبيقات الطاقة المتجدّدة وكفاءة إستخدام الطاقة من خلال برامج بناء القدرات والتدريب لعناصر الجيش اللبناني.

إنّ التزام الجيش اللبناني بالعمل المناخي تمّ التعبير عنه من خلال إستراتيجيته للطاقة المستدامة التي صدرت في عام 2017 كجزء من التزامات لبنان الوطنية بشأن تغيّر المناخ. وهذا دليل على تفاني الجيش في المساهمة في مكافحة تغير المناخ من خلال التحوّل من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة. وقد حدّدت الاستراتيجية خطّ الأساس للجيش اللبناني وعكست الهدف الذي حدّدته الحكومة لعام 2030 والذي يشير إلى أنّ 20٪ من الطلب على الطاقة الكهربائية والحرارية يجب أن يأتي من مصادر الطاقة المتجددة وأنّه يجب تحقيق انخفاض في الطلب على الطاقة بنسبة 10٪.

وقال نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن الطيار زياد هيكل ممثلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون ان " مشروع الطاقة المستدامة لأجل الأمن هو جزء من أولويات الجيش في إطار مهماته التي لا تنحصر بالجانب العسكري والأمني، بل تتعداهما إلى الأمن البيئي. وأضاف: "تكتسب هذه الهبة أهمية كبيرة لأنها تدعم جهود الجيش الهادفة إلى مراقبة الحدود وضبطها، ونحن نتطلع إلى مزيد من التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي لتنفيذ خطوات أخرى تخدم مصالحنا المشتركة".

وقد تمكّن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم من الاتحاد الأوروبي، من العمل مباشرة مع الجيش اللبناني لتنفيذ التوصيات الرئيسية لاستراتيجية الطاقة المستدامة للجيش بما في ذلك (1) خفض استهلاك الطاقة و(2) دمج الطاقة المتجددة في تركيبة الطاقة الحالية لـكلّ من الطلب على الكهرباء والطاقة الحرارية في فوج محدّد وهو فوج الحدود البرية الثاني حيث انتشر الجيش اللبناني بعد حرب 2017 مع داعش.

"إن الأزمة المتعدّدة الأوجه في لبنان لها تأثير معطّل على أمن البلاد العام. ورغم كلّ الصعاب، يواصل الجيش اللبناني عمله وضمان أمن لبنان ومواطنيه. ويسرّني أن أرى كيف ساهمت مساعدة الاتحاد الأوروبي في تنويع مصادر الطاقة للمنشآت العسكرية على نحو يقلّل من فاتورة الطاقة للجيش. وهذا بدوره يساهم في الحفاظ على استعداد الجيش لمنع التهديدات الأمنية ومواجهتها والتصدّي لها في أي وقت"، صرّحت السيدة أليساندرا فيازير، مسؤولة التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي.

وقالت السيدة ميلاني هاونشتاين، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "بينما يجتمع قادة العالم في مصر في مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ، يسرّني جداً أنّه هنا في لبنان هناك مؤسسة كبيرة مثل الجيش اللبناني تدعم الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجدّدة. وهذا المشروع يؤكّد أنّ الاستثمار في الطاقة النظيفة ليس فقط الحلّ المناسب للبيئة، بل أيضاً يشكّل توفيراً في تكلفة الطاقة ومصدراً موثوقاً للطاقة خلال أزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان في الوقت الحالي. وإنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعتبر أن دمج الاعتبارات البيئية والمناخية في إستجابة لبنان للأزمة في جميع القطاعات يمثّل أولوية لتحقيق انتعاش أخضر ومستدام لجميع الناس في لبنان".

إنّ الاتحاد الأوروبي منذ العام 2004 شريكٌ وداعم رئيسي لعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان والعالم، ونعمل حالياً معاً في ما يقرب من 140 دولة. إنّ شراكتنا تحدث فرقاً في حياة الملايين، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً. ونحن نعمل معاً في لبنان على تقديم المساعدة في الإنتخابات، ودعم البلديات، والنهوض بأجندة مكافحة الفساد، وتوسيع نطاق العمل المناخي.

إنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان يعمل منذ عام 1986 كشريك إنمائي يدعم الإنتعاش الإقتصادي، بما في ذلك العمل مع البلديات لتوفير الخدمات الأساسية للمجتمعات المضيفة، وتعزيز الطاقة النظيفة وإدارة النفايات الصلبة، وتعزيز الحوكمة وسيادة القانون، وتقديم الدعم للإنتخابات، والعمل على تمكين المرأة والشباب.
 

للمزيد من المعلومات الرجاء التواصل مع:

برنامج الأمم المتحدة – لبنان    |  رنا مغبغب   | rana.moughabghab@undp.org | +961 3 835 351


إنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو منظمة الأمم المتحدة الرائدة التي تكافح لإنهاء الظلم الناجم عن الفقر وعدم المساواة وتغيّر المناخ. من خلال العمل مع شبكتنا الواسعة من الخبراء والشركاء في 170 دولة، نساعد الدول على إيجاد حلول متكاملة ودائمة للناس وكوكب الأرض.