صياغة مسارات للسلام: النهج الترابطي بين العمل الإنساني والتنمية والسلام في اليمن

24 أبريل 2024

في عصرٍ يتسم بعدم وضوح الرؤية على المستوى العالمي، واتساع فجوة عدم المساواة، وأزمة المناخ أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى ضمان إتباع نهج مشترك في العمل الإنساني والتنمية والسلام.

في أعقاب القمة الإنسانية العالمية المنعقدة في عام 2016، أصبح النهج الترابطي بين العمل الإنساني والتنمية والسلام بارقة أمل لسد الفجوة بين الجهات الفاعلة في مجال الاغاثة والتنمية وبناء السلام، حيث يسعى هذا النهج لتحقيق تقدم تكاملي نحو التحليل والتخطيط والعمل المنسق، المتماسك، والمدرك للمخاطر.

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن هذا المسعى لتعزيز النهج الترابطي بين العمل الإنساني والتنمية والسلام ، كما ويعمل عن كثب مع وكالات الأمم المتحدة الشقيقة والشركاء والمجتمع الدولي في مختلف المجالات لدعم هذا المسار، بحيث تهدف جهودنا المشتركة إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية (قصيرة الاجل) والتي تعتبر بالغة الأهمية لملايين اليمنيين، مع تعزيز قدرتهم على الصمود للتعافي من الأزمات (متوسطة الاجل)  وتمهيد الطريق نحو سلام مستدام (طويل الاجل).

ترتكز رؤية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن على تفعيل الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام وذلك بإتباع نهج متدرج يستهدف مختلف الجهات الفاعلة داخل المجتمعات اليمنية، وقد علمتنا هذه العملية كيفية التكيف مع سياق دائم التطور، وكذلك علمتنا كيفية توحيد جهود الشركاء في التنمية.

ومن الأمثلة الرئيسية على هذا النهج قيامنا بإنشاء مرفق دعم السلام التابع للامم المتحدة، بقيادة مشتركة مع مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، حيث تم إنشاء مرفق دعم السلام التابع للأمم المتحدة لدعم الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات ستوكهولم عام 2018 بقيادة مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وكذلك لتنفيذ المبادرات التي يمكن أن تحقق تأثيرًا ملموسًا وسريعًا ودائمًا على حياة اليمنيين، وفي الوقت نفسه حشد الدعم المحلي لعملية السلام.

هذا النهج المتزامن للتأثيرات قصيرة المدى وطويلة المدى يتم تنفيذة في جميع برامجنا، حيث نحرص من خلال عملنا لتعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية على التعاون مع السلطات المحلية والهياكل المجتمعية والقطاع الخاص لبناء القدرات من أجل أن يعم السلام في جميع أنحاء اليمن. 

تدخلاتنا متنوعة ولكنها مترابطة، ومن خلال ضمان سبل العيش للمرأة الريفية، فإننا نشجع مصادر الدخل المتعددة، ونعمل على دعم المرونة الغذائية من منظور الزراعة المستدامة في جميع انحاء اليمن. كما ونؤكد على أهمية استخدام الطاقة الشمسية لكل من المشاريع الصغيرة المحلية، وكذلك لدعم تشغيل البنية التحتية للحدمات الاجتماعىة مثل المستشفيات على نطاق واسع.

تعد إدارة الموارد المائية ومصائد الأسماك المستدامة والبنية التحتية العاملة للموانئ جزءًا من الدعم الذي يقدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لضمان النجاح الاقتصادي على المدى الطويل داخل المجتمعات اليمنية. كما ننفذ مشاريع تعزز الوصول الشامل إلى العدالة، وغالبًا ما تركز مشاريعنا على الفئات الأكثر هشاشة، مثل النساء والشباب، وذلك لضمان توفير الأمن وخدمات العدالة الشاملة. ومن خلال دعم التماسك المجتمعي وجهود الوساطة داخل المجتمعات، فإننا نمهد الطريق نحو حل النزاعات في المجتمعات.

إن مجال تركيز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن واسع، حيث يشمل الاحتياجات والأهداف الإنمائية الفورية وطويلة الأجل، وذلك باستخدام الشراكات كنقطة قوة للنجاح.  جميع مشاريعنا هدفها واحد وهو  يمن أكثر استقرارًا وازدهارًا. كما نتبع نهجا يشمل جميع محافظات ومديريات اليمن، وذلك لضمان وصول مشاريعنا لجميع اليمنيين، وخاصة أولئك الذين تُركوا وراء الركب.

في اليمن، لا يخلو سعينا للحلول المتعددة من تحديات جمة، وكثيرًا ما نواجه عقبات تعيق جهودنا لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمات وعواقبها، ومن بين هذه التحديات محدودية التمويل وعدم إمكانية الوصول إلى الموارد. من خلال التعاون الوثيق مع الشركاء المحليين والوطنيين، نعمل بجد على الابتكار في مواجهة التباين.

في الختام أود أن أعرب عن خالص شكري لشركاء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في التنمية، سواء في اليمن أو على المستوى الدولي، الذين يواصلون إظهار التزامهم الثابت بالنهج متعدد الأطراف ودعم صمود المجتمع في اليمن.