البقاء على قيد الحياة رغم ظروف الحياة العصيبة: توفير المياه النظيفة لسكان القرى اليمنية

21 مارس 2021

تقول نجوى العامري، ذات 35 عاماً وأم لطفلين، "كل يوم أترك أطفالي الصغار في المنزل بمفردهم في حين أقوم برحلتي التي تستمر لست ساعات من أجل جلب المياه. وحتى وإن كان بمقدوري شراء المياه من شاحنة نقل المياه (الوايت)، يظل من الصعب على تلك الشاحنات الوصول إلى منزلي وذلك بسبب وعورة الطريق ومشقتها. وبالإضافة إلى التحديات التي تواجهنا، توجد قريتان تعتمدان اعتماداً كلياً على نبع المياه الصغير من أجل البقاء على قيد الحياة."

نجوى العامري (35 عاماً) أم لطفلين | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي \ 2020

أنابيب المياه المكسورة، والأحلام المحطمة

تعيش نجوى عبد الرحمن العامري مع زوجها وطفليها الصغيرين في مديرية المنار في محافظة ذمار، وكانت الأسرة بالكاد تعيش على راتب زوجها البسيط عندما بدأ الصراع في عام 2015. ولكن ساء وضع الأسرة عندما فقدت الأسرة 70 بالمائة من دخلها وفقد المجتمع المحلي مصدر المياه الذي يُعد أساس الحياة. فقد تحطمت أنابيب المياه التي كانت تضخ المياه إلى المجتمعات المحلية النائية بسبب الصراع، ولم تعد خزانات المياه صالحة للاستخدام، كما لم تعد الطرق التي كانت ذات يوم متاحة لتوصيل المياه طرقاً سالكة للعبور.

تحدّق نجوى بنظرها بعيداً وهي تشرح بأنه "تم هجر المدارس، وعانى الأطفال في تعليمهم بسبب فقدان القرويين لمياه الشرب النظيفة. الكثير من الأطفال أميّون وذلك لأنه يتحتم عليهم تحمل مشقات العمل والتنقل في التضاريس الصعبة لجلب المياه بصورة يومية. في كثير من الأحيان يقطعون مع أمهاتهم مسافات لمدة ست ساعات كل يوم، وما يزيد عن ذلك في حال هطول الأمطار. والأسوء من ذلك كله، هو أن المياه التي يجلبونها هي مياه غير نظيفة وغير آمنه للشرب."

الأطفال والنساء ليسوا وحدهم من بين أفراد المجتمع المتضررين من نقص المياه – حيث وأنه يؤثر أيضاً على المزارعين، مثل المزارع أحمد طاهر. وعلى الرغم من أن أحمد يبلغ من العمر 42 عاماً، إلا أنه الوحيد في أسرته والذي يجني دخلاً. وغالبية الناس في المجتمع المحلي يعتمدون على الزراعة لكسب العيش – المهنة التي تتطلب وفرة في المياه. ولكن الحصول على مياه كافية للبقاء على قيد الحياة أصبح من الصعوبة بمكان في السنوات الأخيرة.  

إستعادة الحياة

بالنظر إلى الحاجة الماسة للمياه، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومشروع الأشغال العامة وصندوق الملك سلمان للإغاثة بالتدخل من أجل دعم مجتمع المنار المحلي.

نتيجة لتوسيع وإصلاح شبكة الأنابيب وخزانات المياه القائمة تحسن قدرة الناس على الوصول الى المياه في 13 قرية نائية و17 قرية صغيرة في المديرية، بما فيها المنار نفسها. ونتيجة لذلك العمل، أصبحت المياه متوفرة لما يربو عن 7000 من السكان. وتم بناء 12,000 متر من الشبكة عبر مشروع الأشغال العامة وبمساهمة طوعية من 10 أفراد من المجتمع المحلي عبر برنامج النقد مقابل العمل وهي الآن ثلاثة أضعاف طولها الأصلي.

أحد خزانات المياه التي تم بناءها في محافظة ذمار | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي \ 2020



ويتيح الحصول على المياه النظيفة للأطفال العودة إلى مقاعد الدراسة، كما أنه وفر للنساء وقتاً إضافياً لزيادة دخل الأسرة من خلال فرص العمل مثل الخياطة والتطريز، كما أعاد المزارعين إلى حقولهم. وعاد الأمل إلى سكان مجتمع المنار والمجتمعات المحلية الأخرى بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها.

الأطفال قادرون على الذهاب إلى المدرسة بدلا من جلب المياه | برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / اليمن / 2020 /

ساهم تمويل المملكة العربية السعودية من خلال المشروع الطارئ للإستجابة للأزمات في اليمن (YECRP) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في جهود الإستجابة للمجاعة المستمرة. وذلك بفضل منحة المملكة العربية السعودية، بحلول نهاية مايو 2020، حيث استفاد ما يقرب من 6500 شخص بشكل مباشر من فرص الأعمال قصيرة الأجل في الأعمال العامة المدفوعة الأجر في 63 مشروعًا فرعيًا، التي تغطي حماية الأراضي الزراعية، وإعادة تأهيل الطرق، وحصاد المياه وامداداتها. بفضل الدخل المتولد، تمكنوا من تلبية احتياجاتهم المنزلية الأساسية بشكل أفضل، مثل الطعام والماء والأدوية والملابس والمأوى والتعليم والنقل. وعلاوة على ذلك، يستفيد أكثر من 231,000 فرد من أفراد المجتمع المحلي من البنية التحتية الرئيسية التي تم إعادة تأهيلها، مثل الطرق والمياه الصالحة للشرب - والتي تعد ضرورية لرفاهية المجتمعات المحلية وتعمل كإجراء وقائي رئيسي لمنع انتشار الكوليرا وكوفيد - 19.