شرطيات يمنيات يحلُمن ببناء السلام وحماية اليمنيين

27 يناير 2021

تلقت 30 شرطية من عدن ولحج وأبين تدريباً لمدة 10 أيام حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وحماية الطفل، والتعامل مع القاصرين، وحقوق الإنسان، والتحقيقات، وبناء السلام، وغير ذلك | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن 2020


"الشرطية صانعة سلام". أوضحت العقيد ندية أن عملها مهم للمجتمع. "أعتقد أن الرجال في الوقت الحاضر بدأوا يدركون أهمية وجود المرأة في قطاع الأمن. أصبحوا يرون أنهن يحمونهم ويحمون أسرهم أيضًا". وأردفت أن "الناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي لن تدخل مركز الشرطة للإبلاغ عن مشكلة مع عدم وجود شرطيات. ولهذا السبب، نحن صانعات سلام؛ نحن نمنع الجرائم الجديدة ونحمي المجتمع".

العقيد ندية، خريجة كلية الشرطة عام 1990 وعضو في "التوافق النسوي من أجل الأمن والسلام"، تملك أكثر من 30 عامًا من الخبرة العملية في المجتمعات التي تخدمها. تقول ندية: "لقد عملت في العديد من المناصب العليا بما في ذلك في مطار عدن، المنطقة الحرة في عدن، ومؤخراً كمدير العلاقات العامة في الشرطة النسائية".

"كان الصراع في عدن عام 2015 سبباً في تعطيل عمل الشرطيات. كان عددنا قليلً، لكن بعد الصراع رفضت الكثيرات العمل في ظل هذه الظروف - خاصة مع عدم دفع الرواتب بشكل منتظم". لذلك قررت ندية وزملاؤها قيادة جهود إعادة بناء قوة الشرطيات في عدن. "لدينا الآن أكثر من 1500 شرطية في وزارة الداخلية نتيجة لدعوات المناصرة والضغوطات التي مارسناها على القيادة".

وتصف ندية قائلة: "لأن التقاليد اليمنية لا تسمح بتفتيش المرأة إلا من قبل امرأة أخرى، هناك بعض العصابات تستغل ذلك وتستخدم النساء لتهريب المخدرات والأسلحة". للمساعدة في معالجة هذه الأنواع من القضايا، تنتشر الشرطيات الآن في العديد من نقاط التفتيش وفي مراكز الشرطة.

في أواخر عام 2020، تم اختيار ندية كواحدة من 30 شرطية من أبين وعدن ولحج لتلقي تدريب لمدة 10 أيام من قبل فريق سيادة القانون التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول قضايا مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الطفل والتعامل مع القاصرين وحقوق الإنسان والتحقيقات وبناء السلام.

وبتمويل سخي من وزارة الخارجية الهولندية، تم تصميم التدريب لبناء قدرة الشرطيات على الاستجابة للمواقف في المجتمع وتحسين سلامة وحياة جميع اليمنيين في نهاية المطاف. قدم التدريب أيضًا محاضرات عبر الإنترنت من متخصصين دوليين حول اتجاهات السياسة العالمية، ودعم من وزارة الداخلية ووزارة حقوق الإنسان والاتحاد النسائي لضمان أن تكون الدورة ذات استجابة للاحتياجات والخصوصيات المحلية.

العقيد ندية تحصل على شهادة إتمام التدريب | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن 2020

 

تحلم ندية بأن تكون عضوًا في قوات حفظ السلام الدولية يوماً ما. المرأة القوية الواثقة والتي تصبح يوماً ما شرطية يعني ذلك تحدي لجذورها المتحفظة. بعد نشأتها في ريف اليمن، تقول ندية "لقد حققت حلمي على الرغم من الأصوات غير المؤيدة. لكن رحلة التوازن بين الجنسين لا تزال صعبة وطويلة".

واجهت عتاب، الشرطية المستجدة في شرطة الأحداث في عدن، تحديات من عائلتها عندما أعربت عن اهتمامها بعمل الشرطة. أوضحت عتاب: "كان حلمي منذ الطفولة أن أصبح شرطية، لكني أنتمي إلى عائلة محافظة، لذلك في البداية سُمح لي فقط بالانضمام إلى كلية التربية لكي أصبح مُعلمة؛ المهنة الوحيدة المقبولة للمرأة في عائلتي".

عتاب، شرطية في شرطة الأحداث في عدن | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن 2020

 

لكن في عام 2017، وجدت عتاب طريقة لتحقيق حلمها عندما عُرضت عليها وظيفة شرطية في مطار عدن. عملت في المطار لعدة أشهر قبل نقلها إلى شرطة الأحداث. بثقة جديدة، أصبح لدى عتاب الآن الخبرة اللازمة لكسب القبول من عائلتها ولإثبات أن لديها المهارات اللازمة لحمايتهم وحماية مجتمعهم.

قالت عتاب: "إن وجود المرأة في قطاع الشرطة مهم للغاية. أعتقد أن النساء لديهن انضباط جيد للحفاظ على القانون والنظام، ويمكنهن أيضًا الوصول إلى الأماكن التي لا يستطيع الرجال الوصول إليها. يمكن للمرأة تقديم الدعم والخدمات إلى النساء الأخريات مع الحفاظ على خصوصيتهن ". وأردفت قائلًة "أنا سعيدة للغاية بتحقيق حلمي في أن أكون شرطية، خاصة لأنني أقدم الحماية للأطفال الذين أحبهم كثيراً."

فيما يتعلق بتجربتها التدريبية، تقول عتاب: "لقد تعلمنا كيفية البحث والتحقيق والتعامل مع الحوادث المختلفة وحقوق الإنسان والقوانين الدولية حول النساء والأطفال وغير ذلك الكثير. بالنسبة لي، الشرطة تعني الانضباط والأخلاق واحترام الآخرين. بدون هذه السمات الإنسانية، لا ينبغي لأحد أن يكون في نظام الشرطة".

إحدى المشاركات أثناء تسلمها شهادة إتمامها من اختصاصي برنامج سيادة القانون في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومسؤولة كبيرة في وزارة الداخلية اليمنية. | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن 2020

تم تنفيذ هذه الأنشطة من خلال برنامج سيادة القانون التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي يهدف إلى دعم السكان المحليين لخلق مستوى فاعل من الأمن والاستقرار مع منع المزيد من التدهور، وإرساء الأسس لمبادرات مستقبلية، عندما تسمح الظروف بذلك. يعمل البرنامج على دعم السلامة والأمن والحماية والوصول العادل إلى أجهزة العدالة على المستوى المحلي.