تمهيد الطريق الى مستقبل أكثر استقراراً

كيف تمكنت خبيرة التجميل اليمنية "سماح" من بدء مشروعها رغم كل التحديات

16 يونيو 2021

سماح في صالون التجميل الخاص بها. | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2021


تقول سماح، ذات 32 عاماً: "أخصائية التجميل هي فنانة". وتضيف قائلة: "بدأت مهنتي كهواية عندما بدأت في تصفيف شعر افراد عائلتي وجيراني، في سن 13 عامًا تقريبًا".

تعمل سماح بشكل احترافي منذ أوائل العشرينيات من عمرها. بدأت في صالون ابنة عمها قبل أن تنتقل إلى صالون اوسع شهرة ومن أجل الحصول على راتب أفضل.

تزوجت سماح من موظف في القطاع الحكومي قبل ثلاث سنوات، ولكن وبسبب الحرب انقطعت رواتب الموظفين مما اضطر سماح ان تصبح المعيل الرئيسي لأسرتها الصغيرة المكونة من ثلاثة أفراد.

تقول سماح: "كنت احصل على مبلغ جيد من المال، ولكنني وجدت نفسي فجأة المعيل الوحيد للعائلة. كان علي دفع الإيجار والفواتير، ومع انخفاض قيمة الريال اليمني، أصبحت غير قادر على تلبية جميع احتياجاتنا".


الأمل في حياة أفضل

تمكنت سماح وبدعم من عائلتها من شراء المعدات التي تحتاجها لإنشاء صالون التجميل الخاص بها في غرفة في منزلها المستأجر. تحمل سماح أدواتها وتذهب أيضًا إلى منازل العرائس ووصيفات العروس لتجهيزهن لحفلات الزفاف.

تقول سماح: "يجب أن يكون للعروس تسريحة شعر خاصة وماكياج مميز عن جميع النساء اللواتي حضرن حفل الزفاف. يجب أن تكون نجمة الليلة! عادة تأتي بعض النساء وتسأل عن تسريحة شعر معينة وجدتها من على الإنترنت، لكن بناءً على تجربتي، أوصي بما إذا كان ذلك يناسبهن أم لا. أنا أؤمن بأن التعامل مع العملاء باحترام ولطف يكسب ولائهم لصالون التجميل الخاص بك."

سماح تصفف شعر طفلة صغيرة. | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2021

تقدم سماح مجموعة واسعة من الخدمات لعملائها كتصفيف الشعر، والصباغة، وقص الشعر، والمكياج، وعلاجات البشرة. توضح سماح قائلة: "أنا لا أقوم بتصفيف الشعر فقط، ولكني أيضًا ممتازة في وضع المكياج. العاملات في صالونات التجميل يتعلمن عادة المهارتين ويقمن بتصفيف الشعر والمكياج وأنا أستمتع بكلاهما."

لم تكن صالونات التجميل المكان الوحيد الذي صاغت فيه سماح مهاراتها، فقد اكتسبت أيضًا الكثير من مقاطع الفيديو على اليوتيوب ومواقع التجميل المتخصصة.

ولكن، على الرغم من سمعتها المنتشرة، احتاجت سماح إلى بعض الأدوات الإضافية لمساعدتها على توسعة مشروعها وجذب المزيد من العملاء. ونظرًا لانقطاع التيار الكهربائي المستمر، احتاجت سماح إلى مولد كهربائي لتشغيل الأجهزة المستخدمة في الصالون. كما أرادت أيضًا وضع لافتة مضيئة لجذب عملاء جدد وزيادة دخلها. كل تلك الإضافات لها تكلفة كبيرة للغاية بالنسبة لسماح.

ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2021

تشرح سماح: "ذات ليلة تلقيت مكالمة من أحدى صديقاتي. قالت لي أن أحضر بطاقة الهوية الخاصة بي وأن أحضر أي شهادة خبرة حتى أتمكن من التسجيل في برنامج جديد."

بعد فترة وجيزة، تم التواصل مع سماح من قبل الشريك المحلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مؤسسة "من أجل الجميع" وأبلغوها بأنه تم قبولها كمشاركة في مشروع سبل العيش والأمن الإنساني في اليمن والممول من حكومة اليابان.

دموع وفرحة

في البداية، شاركت سماح في برنامج التوظيف الطارئ والذي تم من خلاله إصلاح البنية التحتية الصغيرة في مدينتها. "قبل انتهاء أنشطة النقد مقابل العمل بيومين فقط توفي والدي. اصبت بالإحباط. لقد كان والدي مصدرًا مستمرًا للإلهام والدعم. لقد كان هو الشخص الذي شجعني على إنشاء عملي الخاص والاعتماد على نفسي".

على الرغم من قلبها المكسور، ظلت سماح قوية. وبعد انتهاء أيام العزاء، انضمت الى دورة في إدارة الأعمال. تقول سماح: "كانت الأمور صعبة للغاية بعد وفاة والدي، لكنني قررت أن أحضر التدريب وأنجح لأن هذا هو ما أراده لي. لقد كان التدريب مفيدًا للغاية، حيث تعلمت كيفية تطوير خطة العمل وتنفيذها، مما يضمن نمو مشروعي باستمرار".

سماح هي احدى المشاركين الـ 170 من عدن ولحج. لقد تم اختيارها من قبل لجنة لتلقي منحة نقدية تمكنها من تنمية مشروعها.

الآن، بعد أن أصبحت قادرة على شراء مولد كهربائي ولوحة مضيئة، لم يعد عليها القلق بشأن انقطاع التيار الكهربائي ويمكنها جذب المزيد من العملاء. من أجل توسعة مشروعها، تخطط سماح الآن لاستئجار منزل آخر أوسع.

تقول سماح: "لدي العديد من العملاء الآن. تأتي النساء إلى الصالون الخاص بي بسبب مهاراتي ولأنني أستطيع جعلهن  كالأميرات في حفلات الزفاف أو المناسبات الهامة مثل أعياد الميلاد أو ذكرى الزواج السنوية." كما تضيف: "لقد أسميت صالوني على اسم والدي لتكريمه".

بتمويل من حكومة اليابان وتنفيذ من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة من أجل الجميع، يساهم هذا المشروع في الاستقرار العام للمجتمعات اليمنية، من خلال تمكين المواطنين مالياً لبناء قدرتهم على التحمل والتعافي من الصراع. من خلال مساعدة اليمنيين على بناء سبل عيش مستدامة وتوفير الوصول إلى الخدمات الأساسية، يهدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة من أجل الجميع إلى تحسين تصورهم لاستقرار المجتمع، وتشجيع النازحين على العودة، وتسريع التعافي من الصراع ومنع اندلاع النزاعات المستقبلية.

استهدفت المرحلة الرابعة من مشروع سبل العيش والأمن الإنساني في اليمن الأفراد والمجتمعات الأكثر ضعفاً في عدن ولحج. تشمل مجالات التدخل الرئيسية ما يلي: (أ) تحديد الاحتياجات والفرص للمجتمعات المتضررة للعودة إلى طبيعتها؛ (ب) استعادة سبل العيش المعطلة للسكان المتضررين من الأزمة؛ (ج) تعزيز آليات الحماية المجتمعية مع التركيز على النساء والشباب.