الحياة تُبعث من جديد في سوق جعار المركزي الذي تحول من مكب للنفايات الى سوق مُدر للدخل

18 أكتوبر 2020

An old man opened his business in Ja'ar Local Market | Photo Credit: UNDP Yemen

أغلق سوق جعار المركزي أبوابه أمام الباعة الذين أصبحوا عاجزين عن بيع منتجاتهم لكسب المال وذلك بسبب النقص الحاد في امدادات المياه وانسداد شبكة الصرف الصحي. لم يقتصر الأثر السلبي على الباعة فحسب، بل امتد ليشمل السكان المحليين   الذين عانوا من صعوبة شراء السلع الضرورية لعدم وجود سوق محلي آخر في منطقة جعار.

تعد منطقة جعار واحدة من أكبر المستوطنات في جنوب غرب محافظة أبين، حيث يقطن فيها أكثر من70000 نسمة. ويُعد سوق جعار مركز تجاري نشط، ولكن منذ أن بدأ الصراع عام 2016، اُغلق السوق المركزي وتفاقمت الاضرار التي لحقت به ولم يخضع لاي اصلاحات نتيجة للتكلفة المرتفعة.

تسبب إغلاق سوق جعار المركزي في مشاكل مرورية خطيرة حيث أصبحت الممرات المخصصة للمشاة مكتظة بعربات الباعة الذين لجأوا الى الشارع لبيع منتجاتهم. يقول ناصر المنصاري، مدير مديرية خنفر: " يتواجد الباعة على جانبي الشارع، مما يتسبب في اختناقات مرورية ويؤثر على حركة المارة". ويضيف قائلاً: "يتخلص الباعة من النفايات في الشارع؛ إنها ليست ممارسة صحية. والأسوأ من ذلك، تتعرض الأسماك والخضروات التي يبيعونها للغبار والذباب، وأصبحت الحاجة إلى إصلاح السوق أكثر أهمية لإعادة النظام والحفاظ على نظافة المنطقة."

مع مرور الوقت، أصبح سوق جعار المركزي في وضعة المتهالك مكب للنفايات وزاد القلق من التفشي المحتمل للأمراض. ولعدم وجود سوق محلي آخر في المنطقة، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن بتوظيف عدد من السكان المحليين لإعادة تأهيل السوق وإرجاعه الى ما كان علية في السابق، حيث شارك عدد 150 (منهم 23 امرأة) في إعادة تأهيل السوق المركزي، وشمل ذلك اصلاح شبكة الصرف الصحي، وطلاء الجدران، وتوصيل الكهرباء، وإزالة ٢٠ طن من النفايات لإعادة فتح السوق وبذلك تمكن المشاركين من كسب الدخل من خلال أنشطة النقد مقابل العمل.

سوق جعار المركزي قبل وبعد إعادة التأهيل وبعد إعادة فتح السوق | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

عبّر الباعة عن سعادتهم البالغة بزيادة نسبة المبيعات التي وصلت الى ما يقارب ٣٠% على نحو يومي نتيجة إعادة تأهيل السوق. "أنا سعيد لبيع السمك في السوق. كنت أبيع 10 سمكات في اليوم الواحد، لكنني أبيع الآن من 14 إلى 15 سمكه، هكذا قال محسن، بائع أسماك يعمل في سوق جعار المركزي."

بفضل إعادة تأهيل السوق، تمكن محسن، بائع السمك الذي يعمل في السوق من زيادة أرباحه اليومية | ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

تقوم السلطات المحلية بوضع الخطط التي تهدف لتوسيع مساحة سوق جعار المركزي مع زيادة اقبال الباعة المحليين عليه. هكذا شكر مدير المديرية البرنامج قائلاً: “نحن ممتنون لإعادة تأهيل سوقنا المحلي. لن يعاني السكان المحليين في جلب السلع الضرورية بعد الآن. علاوة على ذلك فهم يحصلون على طعام نظيف وصحي." وأسهب قائلاً: " تمكنّا ايضاً من إعادة تجار الجملة إلى السوق وسنواصل القيام بذلك."

ضمن تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي 2)، تم إعادة تأهيل سوق جعار المركزي بالشراكة مع منظمة اوكسفام، الشريك المحلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الأزمات على الصمود من خلال خلق سبل عيش مستدامة والوصول إلى الخدمات الأساسية. ينفذ البرنامج المشترك أنشطة العمالة الطارئة (النقد مقابل العمل) التي تمكن من إعادة تأهيل الأصول المجتمعية. ومع تجدد امكانية الوصول إلى فرص كسب العيش، تمكّن اليمنيين المتأثرين بالنزاع والنازحين داخليًا والمهمشين من تحسين القدرة الشرائية الى جانب المساهمة في دعم الاقتصاد المحلي.