تعرف على نزار، مدير ورشة يساعد في بناء القدرات ضمن فريقه، لضمان مستقبل أكثر إشراقًا لجميع اليمنيين.

بين كومة من الأوراق والأدوات، التقينا نزار، ذو الخمسين عامًا، مدير قسم اللحام في صندوق النظافة والتحسين في عدن.

نزار من مواطني عدن، ويعتز كثيراً بمدينته الأم. هذا الحب دفعه للحصول على وظيفته في صندوق النظافة والتحسين للحفاظ على عدن جميلة. يوضح: "عندما عدت من روسيا في عام 2000، بدأت مسيرتي المهنية مع صندوق النظافة والتحسين لأنني أريد أن أحدث فرقًا في عدن".

بدأ نزار عمله مع صندوق النظافة والتحسين كموظف إداري بسيط، لكن ذكاءه السريع وشغفه بالتعلم قاده إلى الترقية السريعة. بعد بضع سنوات تمت ترقيته إلى نائب مدير إحدى الورش في عدن.

على الرغم من تدريبه في الإدارة، كان نزار شغوفًا أيضًا بالعمل التقني. لم يكن يحب الجلوس على الكرسي طوال اليوم لكنه لم يكن يتمتع بعد بنفس المهارات التقنية التي يتمتع بها زملائه. قال نزار موضحًا: "من الغريب أن شغفي بالعمل التقني بدأ عندما شاركت في دورة صيانة الأجهزة المحمولة، حيث ظهر رابط غريب بين الهواتف المحمولة والمركبات التي نقوم بصيانتها في الورشة. ربما بسبب وجود وصلات كهربائية بين الأجزاء والمكونات المختلفة".

وكدليل على تفانيه، تمت ترقية نزار إلى مدير قسم اللحام في صندوق النظافة والتحسين في الورشة المركزية في منطقة دارسعد في أكتوبر من العام 2020. وبتمويل سخي من اليابان، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مشروع الأشغال العامة على تحسين بيئة العمل في الورشة وبشكل ملحوظ.

"تزامن توظيفي على رأس قسم اللحام مع ترميم الورشة، حيث نتج عنه نقلة كبيرة في عملنا. توجد الآن مبانٍ تستخدم كمكاتب للإدارة، وحمامات للموظفين، بالإضافة إلى توفير المظلات والهناجر التي تحمي الموظفين من حرارة الشمس". ويضيف نزار: "أدى ذلك إلى تحسن ملحوظ في جودة العمل وزيادة في الإنتاجية".

"لكن أجمل ما في الأمر هو بناء معرفة العاملين . لقد استفدنا من الدورات التدريبية التي تستهدف الموظفين الرئيسيين بشكل كبير، بما في ذلك دورة الكهربائيات والميكانيكا الهيدروليكية والصيانة الوقائية والإدارة. لقد شاركت فيها جميعًا".

يوضح نزار: "شكلت هذه الدورات نقطة تحول رئيسية في حياتي المهنية. لقد ساعدتني في بناء نظام مؤسسي في القسم الذي أرأسه مما أدى إلى تحسين جودة عملنا وأدائنا من خلال تنظيم الصيانة الدورية والخطط والقواعد لسائقي الشاحنات".

بالإضافة إلى تدريب الموظفين وإعادة تأهيل المرافق، استلم صندوق النظافة والتحسين في عدن مؤخرًا 13 شاحنة لجمع القمامة.

"تساهم شاحنات جمع القمامة الجديدة بشكل كبير في جهود النظافة والتي ستساعد اليمنيين لسنوات قادمة. نحن حريصون على صيانتها بانتظام باستخدام المعرفة التي أكتسبناها من الدورات".

عمل نزار مع موظفي الورشة المركزية لإنشاء أقسام أخرى مثل قسم لحام الآلات الثقيلة الذي تم افتتاحه مؤخرًا. يساعد القسم الجديد في توفير مبالغ كبيرة من الأموال التي كانت تُنفق سابقًا على مزودي الخدمات، ويحسن بشكل كبير سرعة ودقة العمل.

يحرص نزار على العمل مع زملائه من الموظفين الفنيين ومشاركة معرفته مع عمال اللحام وكهربائيي السيارات وغيرهم من موظفي الصيانة الميكانيكية. عند الحاجة، يمكن العثور عليه في مكتبه لمراجعة الأعمال الورقية أو مناقشة تطوير ورشة العمل مع الإدارة. "عملي مع الموظفين التقنيين يلهمهم ويمنحهم المزيد من الطاقة لمواصلة العمل بجد. لدينا فريق عمل متميز وأنا أحب التعلم منهم. لهذا السبب أحب تقسيم وقتي بين الأدوات والأوراق".

يسعى نزار وزملاؤه إلى تطوير ورشة العمل المركزية في صندوق النظافة والتحسين، وخاصة قدرة الموظفين. "أعتقد أن بناء البشر أهم من بناء الحجر، لذلك أود الاستثمار في بناء كادر أفضل للمستقبل".

بتمويل من حكومة اليابان، يساعد مشروع تقديم الدعم في إدارة المخلفات الصلبة وإمدادات المياه والصرف الصحي في مؤسسات عدن والمكلا المؤسسات المسؤولة على توفير الخدمات الأساسية في المدينتين الرئيسيتين للحد من الأوبئة وتحسين الأمن وتمكين الشعب اليمني من التجربة مزايا السلام. من المتوقع أن تعمل أنشطة المشروع على تحسين نوعية الحياة عن طريق الحد من الأمراض المرتبطة بالمياه والنفايات الصلبة، والمساهمة في اقتصاد أقوى من خلال زيادة الإنتاجية؛ والمساهمة في الاستقرار من خلال السماح للمجتمعات بالتمتع بفوائد السلام.