كوفيد-١٩: إسكات صوت السلاح في اليمن قد يساعد في إنقاذ الملايين من فيروس كورونا

1 أبريل 2020

ملكية الصورة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي


عدن ، اليمن
- حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إصابة بفيروس الكورونا في اليمن، ولكن مع اجتياح كوفيد-١٩ لدول العالم – وخلق كارثة صحية واقتصادية دولية- نحن نستعد لوصوله الى اليمن في أي لحظة.

إن مرض كوفيد-١٩ سيكون عدواً لا يعرف الرحمة ولا يمكن مجابهته إذا استمر الصراع المسلح على الأرض. هذا المرض سيهدد المكتسبات المتواضعة، وسيجعل من اسوأ كارثة إنسانية في العالم أكثر سوءً. إيقاف النزاع المسلح حالاً سيدعم الوساطة الأممية لإنهاء الحرب وسيحد من اجتياح مرض كوفيد-١٩ في بيئة هشه.

لقد أنهك الصراع الممتد زمناً طويلاً النظام الصحي المتداعِ في البلد. تفشي هذا المرض سيُنهك النُظم الصحية، وسيكون ذا أثر أكبر عند من هم أكثر ضعفاً. أظهرت دراسات تأثير الحرب التي نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أنه بحلول نهاية العام ٢٠١٩م، تراجعت مؤشرات التنمية في اليمن الى مستوياتها لما قبل ٢١ عاماً، وأخّرت تحقيق أهداف التنمية المستدامة لـ٣١ عاماً. ترك النزاع ما يقل عن نصف المرافق الصحية والعيادات الطبية في وضع يهيئها للعمل بشكل كامل، أما معظمها فيفتقر الى الكوادر المؤهلة، المعدات الطبية ومصادر الطاقة.

وهنا يكمن السؤال: كيف يتم الاستعداد، الاستجابة والتعافي في بلدٍ يكتسحه الصراع؟

في ٢٥ من شهر مارس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة الى وقف إطلاق النار في اليمن للعمل على ردع كارثة انتشار مرض كوفيد-١٩. عقب ذلك دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن أطراف النزاع الى العمل الفوري كون "ساحات القتال تعمل على تقسيم اليمن وتجعل من الصعب مجابهة التفشي المحتمل لمرض الكوفيد-١٩".

جميع الأطراف المتنازعة استجابت بإيجابية، ولكن ما يتبع ذلك هو ما سينقذ الملايين من البشر. على الجميع وضع الخلافات جانباً، وقف السلاح وتوحيد القوى للحد من الانتشار المميت لفيروس كوفيد-١٩. يجب أن يكون هناك خُطى نحو سياسات منسقة للصحة العامة على المستويات المحلية، والوطنية، والدولية لضمان استجابة اليمن السريعة والفعّالة.

أستقى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دروسه من الأمراض المتفشية ومما مضى من انتشار للأوبئة ما ساهم في تطوير خطط استجابة فعّالة متمحورة حول من هم أشدّ ضعفاً ومندفعة من منطلق التضامن، المعرفة وحقوق الإنسان. ولمجابهة فيروس كورونا في اليمن، نساهم في تدخلات الأمم المتحدة المتمثلة في الاستعداد، الوقاية، والتعافي عبر أربع ركائز:

1-   تعزيز خط الدفاع الأول

إن تعزيز النُظم الصحية، الإمدادات الطبية، الأطباء وكوادر التمريض كخط دفاع أمامي هو الأساس. حماية الأبطال من العاملين في المجال الصحي عبر توفير الأقنعة والملابس الطبية وكذا تعزيز أوجه الشراكة مع السلطات لضمان الوصول العادل لليمنيين للرعاية الصحية والعلاج.

تحت إدارة كلاً من المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية-وبالتنسيق مع السلطات- سيساهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتوفير الإمدادات اللازمة، إعادة تأهيل البُنى التحتية ذات الأهمية، والتزويد بالمعدات الضرورية. ولضمان الوصول لمن هم أكثر احتياجاً، نعمل على تقوية وتعزيز الجهات الحكومية الفاعلة على المستوى المحلي عبر الدعم الفني والمادي وكذا تعزيز الشراكة على مستوى المجتمع المدني لضمان الوصول الفعّال للخدمات.

2-   تجاوز العقبات

استقاء الدروس من التجارب الدولية؛ وعلى وجه الخصوص الخطوات المتخذة من أجل التباعد الاجتماعي، العمل من المنزل، توقيف المدارس، وتأجيل التجمعات لأعداد كبيرة من الناس.

يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم جهود سياسة الاحتواء التي تنفذها السلطات مع منظمة الصحة العالمية لعرقلة انتشار الفيروس عبر تقديم تدابير إضافية يتم تنفيذها داخل البرنامج الإنمائي ومشاريعه.

3-   الوقاية في الحاضر والمستقبل

لضمان سرعة التعافي، يجب تعزيز الحماية الاجتماعية عبر توسيع نطاق المشاريع، من ضمنها المعونات الغذائية، التحويلات النقدية المباشرة، النقد مقابل العمل ومخططات مشاريع الأشغال العامة. ومن هذا الأساس تأتي حماية السجون ومن فيها، مخيمات النازحين وغيرها من المساحات المكتظّة من الخطر المحتمل لانتشار فيروس الكورونا.

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع السلطات والشركاء المحليين لتوسيع مشاريعه في هذه المناطق في اليمن.

4-   تحريك عجلة الاقتصاد

يعاني اليمن حلياً من انهيار في بنيته التحتية الاقتصادية، توقف صرف الرواتب، وقلة فرص العمل.

سيستند برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الشراكات مع البنك الدولي، الإتحاد الأوروبي، وغيرها من الشراكات لتوسيع برامجه الحالية وتطوير مشاريع جديدة كما يستمر التزامنا بخلق فرص عمل عبر مشاريعنا، تعزيز الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم سلاسل القيمة المحلية كالزراعة، وتقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ولكيلا يصبح مرض كوفيد-١٩ كارثة جديدة تصيب اليمن، يجب أن تنتهي الحرب في الحال. وكون هذا المرض خطر يحُد مشارف اليمن، يجب أن نتحد لتحقيق الهدف الأهم وهو تجاوز خطر انتشاره.

 لا يمكن لليمن الانتظار أكثر.