الاستجابة للأزمة السورية

لمحة عامّة  

 

مع دخول الأزمة السوريّة عامها التاسع، يمرّ لبنان بمرحلة حرجة للغاية وأضحت الحاجة إلى مشاركة واسعة وموّحدة وحازمة أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى. هذا وتقدّر الحكومة اللبنانيّة عدد اللاجئين السوريّين في البلاد بنحو 1.5 مليون لاجئ بالإضافة إلى أكثر من 280,000 لاجئ فلسطينيّ في حين يصل عدد السكان اللبنانيّين إلى 4 ملايين نسمة. وقد ارتفع عدد الفقراء في لبنان بحوالي الثلثين منذ عام 2011 كما ارتفعت نسبة البطالة المحليّة بشكل كبير. وبعد محنة اقتصاديّة دامت سبع سنوات، تأثّر الوصول إلى الخدمات الأساسيّة وجودة هذه الخدمات ومن ضمنها التعليم والصحّة والبنية التحتيّة بشكل سلبيّ. وكان الأطفال والشباب الفئة الأكثر تأثراً بذلك وبخاصّة على صعيد على التحصيل الدراسيّ وبطالة الشباب حيث وصلت نسبة البطالة في صفوف الشباب إلى نحو 33 في المئة. وعلى الرغم من الاستقرار النسبيّ في عدد اللاجئين السوريّين في لبنان منذ عام 2015 ومن استثمار نحو 6 مليار دولار أميركيّ لدعم لبنان منذ عام 2011، إلا أنّ مواطن الضعف على المستوى الفرديّ والمؤسّسيّ تشهد تدهوراً مستمرّاً وسريعاً. إذ أنّ الأزمة أضحت ممتدّة وتراجعت الموارد المتاحة للمجتمعات الضعيفة والمؤسّسة للتعامل مع أثر النزوح بسبب تراجع الموارد والفرص المحدودة لتحقيق الاستقلال الاقتصاديّ. فقد ازداد عدد السكان في 56 منطقة بأكثر من الضعف في غضون أعوام قليلة فأصحبت المجتمعات المضيفة أقليّة في بعض القرى والبلديّات. كما تراوحت نسبة الزيادة السكانيّة في 84 منطقة بين 50 و100 في المئة. و كان لهذه التغييرات السريعة آثاراً عميقة على ديناميّات المجتمعات المحليّة وإدارة السلطة والموارد والتوتّرات المحليّة وكان هذا الأثر أكثر وضوحاً في المناطق التي كانت محرومة بالفعل قبل الأزمة (تضمّ 251 منطقة نحو 67 في المئة من اللبنانيّين المحرومين و87 في المئة من اللاجئين السوريّين).

وتزايد الضغط على الموارد المحليّة التي كانت بالكاد تكفي المجتمعات المضيفة قبل الأزمة. وباعتباره أحد وكالات الأمم المتّحدة المشاركة في خطة لبنان للاستجابة للأزمة، يتحمّل برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ مسؤوليّة الحرص على مساهمة جميع جوانب الخطّة في استقرار لبنان على الأمد الطويل. ولهذه الغاية، يدير برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ برنامج تثبيت الاستقرار والنهوض والذي يهدف إلى دعم المجتمعات الأكثر ضعفاً في لبنان والمساعدة في توجيه البلاد نحو مستقبل أكثر ازدهاراً.

المشاريع والمبادرات