وهب ولدي حياته للعراق: التسامح طريق للمصالحة

10 يونيو 2021
UNDP Iraq

 

يقول سيد جواد، وهو زعيم ديني مسلم شيعي من تلعفر في محافظة نينوى: "النوايا الطيبة تؤدي إلى التسامح والسلام". منذ عام 2004، يعمل سيد على مواجهة التوترات الطائفية بين فئات مجتمعه والتقريب بين الناس تحت راية السلام. وباعتباره قائدا مجتمعيا ودينيا وعضواً في لجنة سلام تلعفر المحلية ، فهو يلعب دوراً مهماً في تشجيع المصالحة المجتمعية ومعالجة النزاعات المحلية في نينوى.

يتمسك سيد جواد، والذي يستمد عزمه على تعزيز الوحدة في مجتمعه من المرجعية (أعلى هيئة دينية شيعية في العراق)، بإصراره على واجبه لتعزيز التماسك المجتمعي. كما يتمسك بقوة معتقداته، ويعمل من أجل بلوغ مستقبل أكثر إشراقاً للعراق، على الرغم من تعرضه لأكبر خسارة يمكن أن يتخيلها أبوان.

"كان علاء في الحادية والعشرين من عمره عندما وقع ذلك في عام 2005. كان أحب أبنائي إلى قلبي. كان وسيماً جداً، طالباً يعشق العمل الإعلامي".

أثناء اشتباك بين شرطي وأحد المتمردين، سمع علاء صراخ ابن عمه فخرج مسرعاً. وخلال دقائق أصابته رصاصة. كان جرحه قاتلاً، أسرعوا بنقله إلى مستشفى في بغداد حيث اعتنى بعلاجه وبكل انسانية ورعاية طبيبان من الفلوجة.

"طلب مني علاء وهو يحتضر أن لا أثأر لموته. دفناه. ومازال الحزن يعتصر قلبي".

وحسب قول سيد،  انه وبنصح وتوصية من  المرجعية أيضاً طلب منه ان يتسامح، ووافق.

"مات علاء، وقلت إن علينا أن نصفح عن الجميع. علينا أن نتخلى عن الثأر. فتقدمنا ونجاحنا كعراقيين  من سنة وشيعة وإيزيديين وغيرهم، يتوقف على التمسك بالتسامح.والتخلي عن العقوبة الجماعية ،لا فرق بيننا بأي حال من الأحوال. كلنا خلقنا من طين وماء".

ولتخفيف التوترات بين فئات المجتمع، ينصح سيد القادة الدينيين، وقادة المجتمع والأسر النازحة بما فيها الاقليات و تلك الاسر التي انضم احد افرادها لتنظيم داعش، وكافة أفراد المجتمع، بضرورة الحوار لبحث المشاكل، والاسباب الجذرية للتطرف العنيف . وعلى الرغم من استمرار معاناته من ألم فقدان ولده، فان فهمه لطبيعة النزاعات وتداعياتها واستمرار الحلقة المفرغة للثأر جعل منه انسانا  محبا للسلام

"وهب ولدي حياته للعراق".

شارك سيد جواد مؤخراً في مؤتمر في أربيل جمع نحو 100 زعيم ديني من مختلف الأديان والمذاهب لبحث تعزيز المصالحة والتعايش ومكافحة التطرف العنيف، إلى جانب تشجيع عودة الأسر النازحة في محافظة نينوى، وتعزيز السلام المجتمعي بين طيف واسع من المذاهب الدينية.

 

الصورة: سيد جواد، والقس أفرام بنجامين، وغدير أحمد نوري.

وقد انعقد المؤتمر، الذي نظم بالشراكة مع وزارة الهجرة والمهجرين ومحافظ نينوى، في إطار مشروع المصالحة المتكاملة  والتماسك المجتمعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بدعم من حكومة الدنمارك.

الصورة: مؤتمر الأديان الذي عقد في 1 و2 من حزيران (يونيو) 2021 في أربيل، إقليم كردستان العراق.