دور رواد الأعمال في التعامل مع تغير المناخ

23 سبتمبر 2020

هل نعلم ما يكفي عن أهداف التنمية المستدامة، وخصوصاً تأثيرات "تغير المناخ"؟ كيف نتمكن من مواجهتها؟ لقد بحث برنامج القيادات الشابة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق عن اجابة لهذا السؤال.

هناك في العراق أفكار وحلول كثيرة تعالج تغير المناخ، لكن التحدي الرئيسي هو أن السكان المحليين لا يعرفون بوجودها أو لا يعون اهميتها. ولذلك توجد حاجة ماسة إلى حلول مبتكرة لمعالجة تغير المناخ، خصوصاً وأن العراق من أكثر بلدان المنطقة العربية تضرراً جراء تغير المناخ.

ولمواجهة التحديات المذكورة، يعمل "برنامج القيادات الشابة" مع الشباب في كافة البلدان العربية منذ عام 2015، للاستفادة من إبداعهم في ميادين خدمة المجتمع والتكنولوجيا والابتكار لإحداث تغييرات يومية في نمط الحياة لحماية البيئة، كأستخدام زجاجات قابلة لإعادة التدوير، وتخفيض استخدام الطاقة لأدنى حد، وزراعة المزيد من النباتات المنزلية.

يخطط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق هذا العام لتوسيع نطاق عمله في دعم حلول تغير المناخ مع قسم "البيئة والطاقة وتغير المناخ" في البرنامج، بدءاً بتوجيه نداء إلى المبتكرين عبر "تحدي التفكير بإبداع حول تغير المناخ" التي نظمها بالتعاون بين "برنامج القيادات الشابة" و"مختبرات التسريع". وقد عملت هذه المبادرة على بناء قدرات "المنظمات التي تخدم الشباب" في مجال استخدام الدليل التدريبي على التفكير التصميمي، ودراسة تحديات التغير المناخي، وبناء موضوع برنامج القيادات الشابة لعام 2020، وهو تغير المناخ.

وقد دعت هذه المبادرة إلى دراسة تحديات تغير المناخ والتفكير في حلول محلية ممكنة باستخدام التصميم المتمحور حول الإنسان وجمهور مستهدف من "المنظمات الشبابية" الناشطة في العراق. وقد شارك في الدعوة من أجل الابتكار 57 عضواً من 17 منظمة شبابية منتشرة في أنحاء العراق.

إن إشراك الشباب في الحفاظ على البيئة أمر بالغ الأهمية لتغيير سلوكهم ومواقفهم، إضافة إلى تمكينهم من خلال التعليم وبناء القدرات، بهدف إنشاء بيئة تمكين يستطيع الشباب فيها المساهمة في بناء مستقبل مستدام. وقد اتبعت "الدعوة إلى الابتكار" المراحل الخمس لمنهجية التفكير التصميمي لدراسة التحديات ووضع تصور للحلول الممكنة.

قدمت هذه العملية منظوراً جديداً وساعدت في تحديد أولويات الشعب العراقي في ظروف تغير المناخ. وأدت مرحلة دراسة التحديات إلى تحديد التحديات الأربعة الرئيسة لتغير المناخ في العراق:

  1. قلة اهتمام الشباب بقضايا تغير المناخ.

  2. استخدام مواد مسببة للتلوث في إنتاج الطاقة.

  3. تراكم النفايات مع عدم توفر طرق ثابتة للتخلص منها وإعادة تدويرها.

  4. نقص المياه وانتشار التصحر في بعض مناطق العراق.

تتسم مرحلة التفكير والتعلم والعثور على إجابة للسؤال: "كيف تدرك الأهمية الكبرى لفكرتك الجديدة؟" بصفتين رئيسيتين هما: الفضول والابتكار. يتطلب الفضول التعامل بالفطرة مع الناس والمشاكل التي يواجهونها، في حين ان الابتكار خبرة يمكن تنميتها على المستوى الفردي أو الجماعي لإيجاد رؤى تقود إلى تطوير المنتج.

وقد ساعدت مرحلة التفكير في إنشاء مجموعة حلول لتغير المناخ، وكان التحدي نفسه رائداً في وضع وتنفيذ ستة حلول للتنمية المستدامة (راجع الرسم التوضيحي أدناه).

يتضح لدينا من خلال أجندة 2030 أن التنمية المستدامة ومعالجة تغير المناخ يسيران جنباً إلى جنب.

لا يمكننا أن نضمن وجود مدن ومجتمعات مستدامة دون حمايتها من العواصف أو الفيضانات، وكذلك لا يمكننا أن نضمن تمتع الأطفال بصحة جيدة دون مواجهة التغيرات في الأمراض التي تنقلها الحشرات نتيجة تغير درجات الحرارة. والقائمة تطول، لذلك، يمنح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولوية لتعديل وتوسيع نطاق الأساليب المبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالجهود الخاصة بالمناخ.

تتجلى إحدى الأفكار الرئيسة للدعوة إلى الابتكار في كون جميع الحلول مستوحاة من التكنولوجيا، استجابة للانتقال إلى الرقمنة نتيجة لجائحة كورونا. وكما يقول ألبرت آينشتاين: "لا يمكننا حل مشاكلنا بنفس طريقة التفكير التي استخدمناها عندما وجدناها". فهذه المشاكل معقدة ومعالجتها تتطلب الابتكار، وهذا ببساطة جوهر رحلة التعلم الذي يساعدنا في طرح الأسئلة الصحيحة والابتكار، لأن ما يعتبره شخص فكرة رائعة قد لا يكون كذلك برأي الآخرين لدى السوق والجمهور المستهدف.