تعزيز الهوية الوطنية والتماسك الاجتماعي عبر المسرح الروماني الذي تم تجديده مؤخراً في صبراتة

9 فبراير 2022

A panoramic view of the newly renovated Roman theatre in Sabratha . Photo: ©UNDP Libya

صبراتة (ليبيا). افتتحت وزارة الحكم المحلي وبلدية صبراتة والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المسرح الروماني في صبراتة الذي تم تجديده مؤخراً بدعم من الاتحاد الأوروبي.

وقد دمرت الاشتباكات عام 2016، داخل وحول الموقع الأثري أجزاء من هذا التراث الثقافي القيم، فموقع صبراتة الأثري للتراث العالمي له تاريخ طويل ومهم وقد تم إدراجه في قائمة التراث العالمي لليونسكو سنة 1982. كان هذا المعلم في يوم من الأيام مركزاً تجارياً فينيقياً بمثابة منفذ لمنتجات المناطق النائية الأفريقية، وبعد ذلك تمت إعادة بنائه في القرنين الثاني والثالث الميلاديين من قبل الرومان، وفي العصر الحديث يعتبر الموقع معلماً ورمزاً لجميع الليبيين بالإضافة إلى كونه وجهة للسياح والسكان المحليين والطلاب القادمين من جميع أنحاء البلاد.

وبالتعاون مع وزارة الحكم المحلي وإدارة الآثار واليونسكو (من خلال المجلس الدولي للآثار والمواقع)، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدعم لبلدية صبراتة لترميم المباني التاريخية والأخرى غير التاريخية للمسرح الروماني، حيث شملت أعمال الترميم إصلاح مكاتب الخدمات لإدارة الآثار، وإصلاح المسرح الروماني، وصيانة وتحسين ثلاث بوابات للدخول، فضلا عن تركيب مصابيح للشوارع تعمل بالطاقة الشمسية.

ومن المتوقع أن يجتذب مسرح صبراتة الروماني حوالي 500,000 زائر كل عام، مما سيولد نشاطاً اقتصاديًا مهمًا وآلافا من الوظائف الجديدة.

هذه المبادرة جزء من الجهود التي يبذلها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ عام 2017 رفقة المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية من أجل بناء السلام والتعافي في 65 بلدية في جميع أنحاء البلد.

خلال المراسم، صرح السيد محمد الحسلوك عميد بلدية صبراتة:" هذا الموقع التاريخي القديم الذي يعود إلى آلاف السنين يحتاج إلى الصيانة لاستدامته، ونشعر بالامتنان لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشركاء الآخرين على مساهمتهم بالقيام بهذه الصيانة، والتي شملت تركيب مصابيح الشوارع العاملة بالطاقة الشمسية وتجديد جميع المرافق داخل هذا الموقع الأثري. "

فيما أكد السيد محمد أبوحلقة مستشار وزير الحكم المحلي لشؤون التعاون الدولي بأن: "لقد كانت مدينة صبراتة التاريخية مظلة للعديد من الحضارات، إن دعم المنظمات الدولية لتجديد هذا الصرح دليل على السلام السائد ورغبة الليبيين في التمتع بعائداته،  وزارة الحكم المحلي ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتمكين البلديات من تقديم خدمات أفضل للمقيمين فيها."

وقال مارك أندريه فرانش الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي: " المسرح الروماني هو رمز للقيم المشتركة والثقافة التي يمكنها توحيد المجتمعات والمساهمة في السلام والمصالحة في ليبيا. البرنامج الإنمائي فخور بالشراكة مع السلطات الليبية ومع الإتحاد الأوروبي للحفاظ على هذا التاريخ الثقافي الغني للبلاد كونه ركيزة أساسية للتعافي وللنماء.,

فيما صرح السيد خوسيه أنطونيو ساباديل, سفير الإتحاد الأوروبي لدى ليبيا: "للتراث الثقافي المشترك في ليبيا كل القدرة على أن يصبح دافعا هاما للتنمية المستدامة، لمواقع الأثرية الاستثنائية مثل المسرح الروماني في صبراتة تقدم فرصًا هائلة للمجتمعات المحلية عبر خلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي، والاتحاد الأوروبي فخور بتمكنه من المساهمة مع السلطات الليبية وشركائنا في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لليبيا."

وبدوره قال السيد محمد أبوعجيلة مراقب آثار صبراتة: “ وسيسمح تجديد مكاتب الخدمات بما في ذلك مصنع الترميم باستعادة القطع المعدنية وأواني الفخار. ممتنة للشركاء لاهتمامهم بالتراث الثقافي للمدينة."

***

هذا المشروع تم إنجازه ضمن برنامج " إدارة تدفقات الهجرة المختلطة في ليبيا من خلال توسيع حيز الحماية ودعم التنمية الاجتماعية - الاقتصادية المحلية". بتمويل من نافذة شمال أفريقيا التابعة لصندوق الطوارئ الائتماني لأفريقيا التابع للاتحاد الأوروبي. والهدف الرئيسي لهذا البرنامج هو التعزيز الشامل لحماية المهاجرين واللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة في ليبيا وتعافيها، مع دعم تحسين إدارة الهجرة على طول طرق الهجرة في البلد.

لمزيد من المعلومات أو لإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، الرجاء التواصل مع: media.ly@undp.org