الاستفادة من مهارات الشباب يمكن أن يشكل مستقبل المنطقة العربية
هدى النحلاوي وستيفاني البستاني
يلعب الشباب دورًا مركزيًا لتحقيق تنمية في بلدانهم ومجتمعاتهم. تحمل الوجوه والتجارب العديدة للشباب في المنطقة العربية الآمال والأحلام والتطلعات لمستقبل أفضل. تضم منطقة الدول العربية أكثر من 113 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا — أي ما يصل إلى 25 في المائة من سكان المنطقة العربية. يمكن أن يساعد ذلك في إحداث تغيير إيجابي كبير وتعزيز أهداف التنمية المستدامة
ومع ذلك، تحتاج بلدان المنطقة إلى خلق المزيد من فرص العمل وتنمية المهارات لشبابها من خلال برامج التدريب الوظيفي، والتي ستمكنهم من تأمين فرص العمل والمساهمة بشكل إيجابي في مستقبل المنطقة
يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على مبادرة جديدة طموحة تركز على تعزيز تنمية المهارات الإقليمية من خلال مشروع المعرفة. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعلم المرتبط بسوق العمل، وتوسيع آفاق التوظيف، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام في الدول العربية
تعتبر البطالة، لا سيما بين الشباب، إلى جانب عدم التطابق الكبير لمؤهلات الموظفين التعليمية لاحتياجات سوق العمل، قضية ملحة في منطقة الدول العربية. يبلغ معدل البطالة الإجمالي 12 في المائة، لكنه يرتفع بين الشباب إلى ما يقرب من 28 في المائة. يؤكد هذا الوضع على الحاجة إلى معالجة فجوات المهارات التي لا تمكّن فقط أولئك المواطنين الذين ينتمون إلى الفئات المحرومة والضعيفة، بل تساعدهم أيضًا على التنقل بشكل أفضل في سوق العمل
لتحقيق ذلك، يجب أن تركز المنطقة على تعزيز تنمية المهارات التي تلبي المتطلبات الحالية لسوق العمل. يهدف هذا النهج الشامل إلى سد الفجوة بين التعليم والتوظيف، وبالتالي تخفيض معدل البطالة المرتفع
نحتفل اليوم باليوم العالمي لمهارات الشباب، والذي يركز هذا العام على صقل مهارات المعلمين والمدربين والشباب من أجل مستقبل تحويلي. نحن ندرك الأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للتوظيف والعمل اللائق وريادة الأعمال
أصبح إعداد الشباب أمر هام الآن أكثر من أي وقت مضى للانتقال للعمل وإشراكهم بنشاط في مجتمعاتهم
في اليوم العالمي لمهارات الشباب، دعنا نستكشف الاهتمامات الرئيسية في منطقة الدول العربية لتحسين مهارات الشباب، بناءً على استطلاع عبر الإنترنت تم تطويره لفهم احتياجات التعلم والطلب في السوق والاتجاهات الاقتصادية العامة في المنطقة
كم عدد الأشخاص الذين حرصوا على المشاركة في الاستطلاع؟
شارك ما يقرب من 512 مشاركًا في الاستطلاع، الذي تم إطلاقه في يونيو 2023. أفادت نسبة كبيرة من هؤلاء المشاركين، حوالي 81.4%، عن صعوبة العثور على فرص تدريب مناسبة لتحسين مهاراتهم المتعلقة بالوظيفة. يشير هذا إلى وجود فجوة محتملة في تطوير المهارات وبرامج التدريب التي يمكن الوصول إليها ويسلط الضوء على مجال للتحسين لتلبية احتياجات سوق العمل بشكل أفضل
ما القيود الموجودة لإعادة صقل المهارات في القطاعين العام والخاص؟
أكبر العوائق التي تحول دون إعادة تشكيل المهارات وصقلها في كل من القطاعين العام والخاص هي القيود المالية ومحدودية موارد التدريب
هل تعتبر تنمية المهارات الرقمية والمهارات الشخصية مهمة؟
تشير إجابات المستجيبين إلى أن تطوير المهارات الرقمية والشخصية يعتبر أمرًا مهمًا للمهنة والتوظيف للمتعلمين ونمو الأعمال
ما هي أهم المهارات الشخصية المطلوبة اليوم؟
ما هي أفضل المهارات الرقمية المطلوبة في المنطقة؟
ما هي الأدوار الوظيفية/ الفنية العليا؟
تظهر نتائج الاستطلاع أن لدى المستجيبين اهتمام كبير بتحسين مهاراتهم في مجالات محددة مثل المهارات الشخصية والمهارات الرقمية والقدرات التقنية ولكن القيود المالية عائق رئيسي أمام الاستفادة من فرص التعلم
استجابةً لهذه النتائج، سيتم إطلاق مبادرة جديدة لتنمية المهارات قريبًا. تهدف هذه المبادرة، التي ستطلق بالشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبالتعاون مع كورسيرا، إلى تزويد الأفراد المختارين بفرص للاستفادة من مهاراتهم من خلال برامج تعليمية مخصصة. سيتم اختيار المشاركين بناءً على طلباتهم، والتي سيتم إصدار دعوة لتقديم الطلبات لها قريبًا
هذه المبادرة هي فرصة ممتازة للشباب في المنطقة لتطوير مهاراتهم لتشكيل المستقبل بشكل أفضل. من خلال العمل معًا، يمكننا تطوير وتقديم تجارب تعليمية مؤثرة تلبي احتياجات المنطقة حقًا وتطوير قوة عاملة ماهرة يمكنها أن تؤدي إلى مستقبل مستدام
دعونا نجتمع معًا في اليوم العالمي لمهارات الشباب، للاعتراف بإمكانيات الشباب كمحفزات للتغيير والالتزام بالدفاع عن حصولهم على المهارات والفرص اللازمة لبناء عالم مزدهر ومستدام للجميع في منطقة الدول العربية. يمكننا تحقيق مستقبل أفضل دون أن يتخلف أي شاب أو شابة عن الركب
ترقبوا تقديم الطلبات واغتنموا هذه الفرصة لتكونوا جزءًا من رحلتنا الجماعية نحو مستقبل أكثر مهارة وشمولية
منذ عام 2008، أقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم شراكة قوية تمتد حتى عام 2030، بهدف إنشاء مدن المعرفة من أجل التنمية المستدامة في الدول العربية وخارجها. يقوم أساس، مشروع المعرفة، بصياغة أصول معرفية عالية الجودة مثل مؤشر المعرفة العالمي. تدعم هذه الشراكة نهجًا شاملًا، وتشجع تبادل المعرفة والحوار بين مختلف أصحاب المصلحة، وإثراء كل من القطاعين العام والخاص، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والشباب
